صفية الشمري
دبي –
صفية الشمري هي فتاة كويتية تعرضت لخطأ طبي قاتل أقعدها وفي الثالثة من عمرها، لكنها وبعكس ما كان متوقعاً، تخطت بإرادة حديدية تبعات ذلك وأصبحت اليوم أول فتاة على كرسي متحرك تدخل الجامعة وتقود السيارة وتعمل متطوعة بل ومنذ 2024 تسلمت مسؤولية لجنة الزواج السعيد للأسوياء والمعاقين.
بالإضافة لذلك سجلت نفسها كأول طالبة على كرسي متحرك تدلف إلى الجامعة وتنمّي تحصيلها العلمي وتتخرج كأول معاقة حركياً تقود السيارة وتمارس مهامها في حضور تخطّى الأصحاء.
تقول صفية "أنا إنسانة بسيطة، عاشت حياتها مثل أي امرأة أكملت دراستها، تزوجت وكونت أسرة وتوظفت، بالمختصر امرأة عادية عاشت حياتها بشكل طبيعي، وواجهت كل الصعاب لأن شعارها لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس".
وبحسب حديثها لصحيفة الأنباء الكويتية الاحد 15-11-2009 لدى صفية ابنة واحدة وتعيش حياة اسرية متكاملة ومازالت لديها قائمة طويلة من الأهداف والأحلام تسعى للوصول لها وتحقيقها؟
مرت صفية من محنتها بعد جهود كبيرة وكفاح ورحلات كبيرة في الخارج والداخل بعضها استغرق من سنة إلى سنتين وأكثر، فيما تصف بامتنان كيف أن اساتذة جامعة الكويت كانوا ينزلون إليها في الطوابق الأرضية لعدم وجود مصاعد لإعطائها المحاضرات، فيما قضت اوقاتا طويلة في نادي المعاقين واستطاعت التأقلم والنجاح في عملها.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وعن علاقتها مع المجتمع ونظرته تقول إنها تقود سيارتها بحرية كاملة وتشعر بتقدير المجتمع واحترامه في ظل تعامل إنساني. بل وتؤكد أنها تحظى بتقدير خاص لدى الجميع خصوصاً محيط الأسرة والعائلة والجيران.
وبرغم تقاعدها المبكر لظروف الوضع الصحي إلا أنها لم تسعد بالبقاء في المنزل فانتظمت في العمل التطوعي، وها هي تساعد الآخرين المندهشين من قدرتها وهي في نظرهم الأحق بالمساعدة. لكن الخطوة اللافتة كان توليها لجنة "الزواج السعيد" للأسوياء والمعاقين لتكون المنسق العام ومسؤولة العلاقات العامة ولتقدم جهوداً بارزة في المعارض الخيرية ومساعدة الأسر المحتاجة.
وفي نهاية حديثها تتساءل عن حاجة المعاقين إلى تنفيذ القوانين الخاصة بهم والالتزام بها خصوصاً من قبل الحكومة، وتقول إن الامتيازات غائبة رغم وجودها نصياً، وتضيف "أين حقوق المرأة المعاقة في السكن والرعاية، المعاقة المطلقة من زوج غير كويتي أين القانون الذي يوفر لها الحماية، فهي تصرف راتبها على السكن ولا يوجد بدل إيجار لها، وأبناؤها أين حقوقهم؟ كما نتمنى ان يتم إلغاء سقف الراتب للمرأة المعاقة المطلقة لكي تستفيد من المساعدات الاجتماعية في مواجهة الحياة
يخفون تحت الحب حقد الحاقدين
يتقابلون بأذرع مفتوحة
والكره فيهم قد أطل من العيون
يا ليت بين يدي مرآة ترى
ما في قلوب الناس من أمر دفين
يا رب إن ضاقت الناس عما فيا من خير
فـ عفوك لا يضيق
وشكرا لك اخوي ع الخبر