سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
لماذا يصيبنا المرض خلال العطلات؟
*صحيفة الغد الأردنية
لندن – بي بي سي:
هناك كثيرون ممن يسارعون في إنجاز المهام قبل البدء في عطلة ما، وسرعان ما تصيبهم نوبة برد في اللحظة التي يتوقفون فيها عن العمل، وهذا لا يحتاج لأن تكون في فصل الشتاء: بل قد تتعرض لوعكة صحية أيضاً في الإجازة الصيفية، أو في رحلتك إلى الشاطئ، أو في العطلات القصيرة.
وهناك من يطلق على هذه الوعكة اسم "وعكة الترفيه"، ويعترف آد فينجرهوتس، عالم النفس الألماني الذي أطلق هذا الاسم، بأنه ليس هناك تشخيص حتى الآن لهذه الوعكة في عالم الطب، ومع ذلك يمكن التعرف على تعرضك لوعكة صحية بمجرد انتهائك من العمل بعد تجربة قاسية، فما مدى مصداقية ذلك؟
لا توجد دراسة كبيرة ممنهجة لمعرفة ما إذا كان الناس أكثر احتمالاً للتعرض لوعكة صحية عندما يكونون في إجازة مقارنة بتعرضهم لها في الأيام العادية في حياتهم اليومية، ولكن عند محاولة وضع رقم معين لمن يتعرضون لها، طرح فينجرهوتس سؤالا على أكثر من 1.800 شخص عما إذا كانوا يعانون من "وعكة الترفيه" أم لا.
أجاب نحو ثلاثة في المائة فقط منهم بنعم. فمع الأخذ في الاعتبار مدى احتمال تعرضنا للضغط والعمل الشاق قبل أخذ العطلة، فهذا يشير إلى أن ذلك ليس هو المعتاد، ومن غير مألوف أيضاً، وخاصة أن هذه الدراسة قد اعتمدت على سؤال الناس للحكم على أنفسهم عما إذا قد تعرضوا لهذه الوعكة أم لا.
إذ إنه كثيرًا ما نتذكر العطلة التي تعرضنا فيها للبرد مثلاً أكثر من تذكرنا للعطلات التي مرت علينا بسلام.
ولكن إذا اعترفت نسبة قليلة من الناس بتعرضهم لهذه الوعكة، فهل هناك تفسير فسيولوجي؟ ويرى نصف من شاركوا في دراسة فينجرهوتس أن سبب هذه الوعكة هو الانتقال من العمل للعطلة، وهناك العديد من النظريات التي ترى ذلك.
قائمة المرض
أول نظرية تقول إنه عندما تكون لدينا الفرصة للاسترخاء، تدخل هرمونات الضغط التي تجعلنا نتكيف مع مواعيد العمل في حالة عدم اتزان، وتتركنا عرضة للمرض، ويساعدنا الأدرينالين للتكيف مع الضغط، وكذلك يعزز جهاز المناعة مكافحة الإصابة بالأمراض ويساعدنا على البقاء بصحة جيدة.
وبجانب ذلك، يأتي الكورتيزول الذي يساعدنا أيضًا على التأقلم مع الضغط، ولكن على حساب جهاز المناعة. وكل هذا يبدو معقولاً، وخاصة التحول السريع من حالة الضغط إلى حالة الاسترخاء، ولكن ليس هناك بحوث كافية حتى الآن تؤكد مصداقية هذا الافتراض.
وقد يكون هناك أشخاص يعانون من وعكة طوال الوقت، فهم مشغولون للغاية ومصممون على العمل حتى يحين وقت العطلة. ففي أثناء العمل والكفاح اليومي لا يشعرون ببساطة بأنهم مرضى، ولكن يدركون ذلك عندما تسنح لهم الفرصة بالاسترخاء.
ومن المؤكد أن الأمر يتعلق بمدى تقييمنا للأعراض بالاعتماد على الأشياء الأخرى التي نقوم بها، فقد توصل عالم النفس جيمس بينباكر إلى أنه كلما قل ما يدور حول الشخص من أحداث، زادت الأعراض التي تشير إلى أنه في حالة سيئة.
وهناك احتمال مختلف تماماً، وهو أنه ليس ضغط العمل هو المتسبب في تلك الوعكة الصحية، ولكنها العطلة نفسها. فالسفر عادة ما يكون مجهدًا، وخاصة السفر جوا. وكلما طالت المسافة، زاد احتمال إصابتك بأحد الفيروسات.
وغالبًا ما يأتي اللوم في التسبب في هذه الوعكة الصحية على إعادة تدوير الهواء داخل الطائرة، لكن في هذه الدراسة لم يكن هناك أي اختلاف، إذ يلقى الباحثون اللوم على عاملين آخرين وهما: الجلوس في مساحة مغلقة، وبالقرب من جرثومات شخص آخر على نحو غير معتاد، والرطوبة. إذ يفترضون أن الهواء الرطب داخل الطائرة قد يتسبب في أن ينتقل الفيروس، والمخاط المليء بالبكتريا إلى الأمعاء فيصيبها بالوعكة.
ومع ذلك، فالخبر السار هو أنه نادراً ما يحدث ذلك أكثر مما تتوقع، والأفضل من ذلك أنه عندما يتقدم بنا العمر يكون لدى جهاز المناعة الوقت الأكثر لتطوير الجسيمات المضادة، فيقل تعرضنا للبرد سواء كنا في عطلة أم لا. وأخيراً، هذا من أحد الجوانب التي تجعلنا نتطلع إلى أن نكبر في العمر.