تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » محمد أبوليله: أشعر بالتقصير مهما قدمت لوطني

محمد أبوليله: أشعر بالتقصير مهما قدمت لوطني 2024.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

محمد أبوليله: أشعر بالتقصير مهما قدمت لوطني

خليجية

نعلم أن الحياة يمكن أن تبدأ مرة ثانية وربما ثالثة عندما نقرر لها ذلك من دون النظر إلى أي معوقات أخرى يمكن أن تقف أمام الانطلاقة نحو أفق جديد، كيف نجد أنفسنا في علاقتنا مع الحياة الجديدة دون اعتبار لشهادات الميلاد؟.

كثير من الأشخاص لا يحب أن يقال عنه إنه وصل إلى نهاية الطريق، لأن ذلك يعني جمود التفاعل والتجربة مع الحياة، لكن هذا الأمر عند الشعراء عكس ذلك لأنهم عشاق الآفاق المفتوحة والإبداع والسعي نحو التغيير دائماً، وبالواقع إذا كانت خبرة الحياة هي رصيد للوقار والأفكار، فهي تلاحقنا جميعاً.

لذا علينا وإن غزا رؤوسنا الشعر الأبيض، أن نتعلم فن التعايش مع راحة البال، ونعطي كل ساعة فرحة خاصة، إذا التقينا بأحفادنا أصبحنا منهم، وإذا رأينا أصدقاءنا ضحكنا معهم على ذكريات قديمة.

محمد علي أبوليله مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية الأسبق.. تاريخٌ حافلٌ من العطاء ومدرسةٌ نموذجيةٌ في التميزِ والوفاء، حمل رسالة التعليم من الأساس وتحمل المسؤولية بكل حماس، كان مثالاً للمربي الفاضل وقدوةً في الحاضر والآجل.. سنواتُ عُمره حُبلى بالكفاح فنالَ منها الهدف والنجاح.. وبعد ثلاثين عاما من الزمان، كان من واجب الشكر والعرفان أن نستضيفه على صفحات «البيان»:

كيف كانت بداية حياتك العملية؟

بدأت حياتي العملية أمينا لصندوق دائرة الحسابات المحلية عام 1967 ثم سكرتيرا لوكيل وزارة الأشغال الاتحادية في بداية السبعينات ثم مديرا لمنطقة رأس الخيمة التعليمة عام 1980.

تكليفات وتشريفات

ماهي طبيعة وظائفك السابقة؟ وكيف تدرجت فيها؟

في عام 1967م وقبل قيام اتحاد الإمارات كلفني صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة بشغل وظيفة أمين الصندوق في دائرة الحسابات المحلية في عهد مديرها الحالي سامي صقر، حيث أُوكلت إلي مهمة جلب رواتب موظفي الدوائر المحلية وهي بحدود 300 ألف درهم وهو مبلغ كبير في تلك الحقبة التاريخية، ثم كلفني صاحب السمو الحاكم بإدارة المكتبة العامة في الفترة المسائية إلى جانب وظيفتي الصباحية في دائرة الحسابات.

بعدها حظيت بأمر سام من قبل سموه بتشريفي وتكليفي مسؤولا لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية الذي أنشأه الحاكم وهو عبارة عن محل مستأجر بجانب العبرة على ضفاف الخور وذلك بهدف الإشراف على جمع الضرائب من الدوائر المحلية لصالح الأشقاء الفلسطينيين دعما لنضالهم وقضية العرب القومية.

وفي بداية تشكيل الوزارات الاتحادية مع قيام الإتحاد انتقلت إلى وزارة الإسكان بوظيفة سكرتير وكيل الوزارة أحمد جاسم العبدولي وكان ذلك في عهد الوزير سعيد سلمان، بعدها حصلت على إجازة دراسية مدتها ثلاث سنوات لألتحق بكلية الآداب قسم الاجتماع في جامعة عين شمس المصرية التي تخرجت منها في العام الجامعي 1976/ 1977 ثم حصلت على الدبلوم العالي بعدها بعامين لأعود أدراجي إلى وزارة الإسكان.

والتي انتقلت منها إلى وزارة التربية والتعليم بعد أن أصبح سعيد سلمان وزيرا لها ليتم تعييني مديرا لمنطقة رأس الخيمة التعليمية في العاشر من يوليو 1980 وكان ذلك اليوم نقطة تحول في حياتي العملية وظللت في ذلك المنصب عشرين عاما حتى صدر قرار وزاري من قبل الوزير الدكتور علي الشرهان بنقلي إلى ديوان الوزارة بمسمى مستشارا لتعليم الكبار .

وهذا ما رفضته لأنه لا يتناسب مع مكانتي وتاريخي الطويل في المهنة فصدر قرار من مجلس الوزراء بإحالتي إلى التقاعد في الأول من مايو عام 2000 م، ولكن صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة بادر بتقديري وتكريمي بعد أن أصدر مرسوما بتسميتي مسؤولا لمكتب سموه في قصر خزام ولا يزال المرسوم ساريا حتى الآن بمباركة من سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة.

كيف تنظر إلى طبيعة عملك وما وصلت إليه ؟

بالرغم من المصاعب والمطبات التي تواجه سلك التعليم إلا أنني أشعر بالارتياح من طبيعة عملي وما وصلت إليه من مكانة وحب وتقدير من الجميع خاصة مع حرص دولتنا وقياداتها على إبراز القيادات وتثمين جهود الرجال الذين أخلصوا وقدموا الكثير لهذا الوطن.

هل حققت الأهداف المرجوة من عملك؟

أشعر بالتقصير مهما قدمت لأنني أتمنى تقديم المزيد للوطن الذي يستحق منا كل غال ونفيس.

صف لنا أول وآخر يوم لك في العمل؟

أول يوم بالنسبة لي كان يمثل بالنسبة لي نظرة تفاؤلية يسودها الحماس والطموح من أجل الارتقاء بالعمل وبناء مستقبل واعد لرفعة أبناء الوطن، أما آخر يوم لي في العمل فكان عكس أول يوم تماما حين عشت في أزمة الصراعات مع القيادة التربوية بالوزارة.

وما سبب تلك الأزمة؟

السبب يكمن في الاختلاف في وجهات النظر، لأنني أرى في تلك الفترة ومن خلال تجاربي ودرايتي في الواقع الميداني التربوي أن المناهج التربوية الجديدة لا تتلاءم مع إمكانيات الطلبة والمعلمين لأنها مستوردة وغير صالحة، إلا أن الوزارة اعتبرت ذلك تدخلا في شؤونها .

على الرغم من أنني نقلت هموم وآراء المنتمين إلى الميدان التربوي الذي يظل محل خلاف دائم نتيجة لطبيعته وخصوصيته، لذلك ينبغي ألا يكون التعليم حكرا على أشخاص معينين بل ملكا للجميع سواء كانوا داخل الحقل التربوي أو خارجه وينبغي عليهم تقديم النصح والمشورة إلى القيادات التربوية التي تدرس ما يناسبها من اقتراحات.

ما الحكمة التي خرجت بها من سنوات عملك الطويلة في مجال التعليم؟

إذا كان هناك هدف يفوق القدرة فإن النتيجة هي إضاعة الممكن في طلب المستحيل.

هل لك أن تلخص لنا خبرة ثلاثة عقود في جملة واحدة؟

أستدل بقوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم.

ما هي الفائدة الثقافية أو الاجتماعية التي خرجت بها من عملك؟

أصبحتُ أكثر إلماما وارتباطا بثقافات الشعوب العربية بحكم احتكاكي بمعلمين من مختلف الدول العربية، أما على النطاق الاجتماعي فإن علاقاتي أصبحت أكثر اتساعا بأفراد المجتمع بفضل مجال التعليم الذي قربني من الجميع وحببني إليهم، وهذه نعمة لا تقدر بأي ثمن.

روح القانون

بماذا تنصح الموظفين الجدد؟

أنصحهم بالتحلي بالأخلاق الحسنة والابتسامة في وجه المراجعين والنزول إلى أرض الميدان للتزود من الخبرة اللازمة إلى جانب التعامل بروح القانون وليس القانون فحسب.

وكيف تعاملتم بروح القانون في مجالكم التربوي؟

كنا نراعي أصحاب الظروف الخاصة إن تعدوا المهلة المحددة لإلحاق أبنائهم بالمدارس في بداية العام الدراسي _ على سبيل المثال إذا كان الموعد المحدد للتسجيل أو الالتحاق ينتهي في الخامس عشر من سبتمبر فإننا نمنح أصحاب الأعذار مهلة حتى نهاية الشهر بهدف مساعدة الجميع بروح القانون، وإذا تعاملنا بالقانون وحده مع تلك الحالات لحرمنا شريحة كبيرة من حقها في التعليم.

ما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها طيلة عملك في الميدان التربوي، وكيف تعاملت معها؟

الميدان التربوي مليء بالمصاعب والمطبات، ومن بينها على سبيل المثال محاربة الدروس الخصوصية التي تنتشر بسرية تامة، وتكمن الصعوبة في كيفية ضبط المعلمين الذين يتاجرون بها في الخفاء.

ما هي الوسائل المتاحة لكم لضبط معلمي المدارس الخصوصية آنذاك ؟

كنا نعتمد على مصادرنا الخاصة وأعيننا بين أوساط المجتمع إلى جانب البلاغات التي ترد إلينا من قبل أولياء الأمور والمواطنين، وما أود أن أشير إليه هنا أن بعض إدارات المدارس لا تخطرنا بأسماء معلميها الضالعين في الدروس الخصوصية بالرغم من علمها بهم، وذلك لأن تلك الإدارات تخشى على سمعتها ومصالحها وهذا سبب عدم تعاونها معنا في هذا الجانب.

وما هي الإجراءات التي تتخذونها بحق أولئك المعلمين؟

ننهي خدماتهم فورا بعد التحقيق معهم.

ما هي أجمل المواقف والذكريات التي لا تبارح ذاكرتك؟

كثيرة هي المواقف الجميلة، لكن أفضلها هو التقدير الذي ألقاه دائما من قبل أولياء الأمور والطلبة وجميع من سعدت بخدمتهم خاصة من الحالات الإنسانية التي تستحق المساعدة.

تضحية

ما هو أصعب قرار اتخذته في حياتك العملية؟

عدم إكمال دراساتي العليا سواء الماجستير أو الدكتوراه، والسبب أني كرست جهدي ووقتي للميدان التربوي الذي يحتاج إلى عمل متواصل دون توقف، فقررت التضحية بدراستي العليا من أجل الاستمرار في خدمة التربية والتعليم.

إذا دارت عقارب الزمن إلى الوراء، هل ستختار مجال التعليم مرة أخرى؟ و ماذا تتمنى أن يتغير؟

بالتأكيد سأختار التعليم لأنه شرف كبير لأي شخص ينتمي إليه، وسوف أحاول تغيير أشياء كثيرة في الميدان التربوي أهمها تطوير طرق التدريس والمباني المدرسية إلى جانب النهوض بمستوى المعلم والطالب معا.

كيف ينظر أبناؤك إلى طبيعة عملك؟

أبنائي ينظرون إلي ـ والحمد لله ـ بكل فخر واعتزاز وتقدير نظير ما قدمت للوطن طيلة سنوات العمل.

ما هو برنامجك الحالي؟ وما هي أولوياتك؟

في الفترة الصباحية أحرص على الجلوس مع الزملاء وأغلبهم من المتقاعدين في محل على كورنيش القواسم خصصته للالتقاء بهم والحديث معهم حتى صلاة الظهر، ثم نلتقي ثانية في الفترة المسائية مع مجموعة من الزملاء الآخرين والأبناء في مقر مفوضية كشافة رأس الخيمة، حيث نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث حتى ما بعد العشاء، وفي ذلك المكان نرى أبناء وشباب الوطن فنقدم لهم النصح والمشورة ونشد على أياديهم من أجل النجاح والتميز.

هل تعتقد أنك تلقى التقدير الذي تستحقه من المجتمع وأصدقائك؟

الحمد لله، فأنا أحظى بالتقدير والاحترام من قبل الجميع حكومةً وأفرادا ومسؤولين وعامة الناس، وهذا بحد ذاته رصيد لا يُضاهى بأي ثمن، الأمر الذي يشعرني بأني أديت الأمانة على أكمل وجه.

حوار ـ وليد الشحي جريدة البيان

خليجية
الأستاذ محمد أبوليلة رجل قدم الكثير لهذا الوطن

مشكور أخوي ع الخبر

خليجية [IMG]http://i269.photobucket.com/albums/jj46/almw3od/Nrtyrty.jpg[/IMG]
[SIZE=3][COLOR=red][IMG]http://up-00.com/uploads/4e50843ea1.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE]
[IMG]http://img34.exs.cx/img34/4171/zayed.gif[/IMG]
[IMG]http://design2.jeeran.com/t-1.jpg[/IMG]

[SIZE=4][COLOR=#4169e1]"تذكر أنك في الرمس.نت دائما أول من يعلم"[/COLOR][/SIZE]

خليجية
الله يجزيك الخير على ما قدمته يا بو ليله…

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.