* دار الخليج
وأجمع عدد من أهالي مسافي رأس الخيمة الذين التقتهم “الخليج” خلال زيارتها للمنطقة في أن المنطقة بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والمتابعة من قبل المسؤولين ومديري المؤسسات والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية في ظل تفاقم
المعاناة من النقص الحاد في عدد المساكن الحكومية وتهالك المساكن المحدودة التي كانت من نصيب البلدة بعد قيام الاتحاد التي لا يتجاوز عددها عشرة مساكن باستثناء عدد من المساكن التي منحتها الدولة لأصحاب المنازل التي تضررت من الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة قبل سنوات، مشيرين إلى النقص في خدمات المنطقة بين انقطاع المياه بين آونة وأخرى نتيجة عدم كفاية خزان المياه، بالإضافة إلى حاجة البلدة إلى مجمع للوزارات و للدوائر الحكومية يوفر على المواطنين والمقيمين من سكانها معاناة الانتقال إلى قلب مدينة رأس الخيمة لتقديم أو إنجاز المعاملات، وهو ما يستنزف قدراً كبيراً من الجهد والوقت .
محمد عبدالله المحرزي، مسؤول منطقة مسافي رأس الخيمة، بدأ حديثه بالتأكيد على أن المنطقة التي يقطنها ألفا نسمة تقريباً، يتوزعون على 224 أسرة، تعاني نقصا شديداً في الخدمات بالرغم من كونها كانت في الماضي تعتبر مركزاً رئيساً لبعض المناطق المجاورة .
وأضاف أن مسافي رأس الخيمة لم تحصل سوى على 10 مساكن حكومية منذ قيام الاتحاد ما دفع بمواطنيها لبناء مساكن لهم على نفقتهم الشخصية فيما تتكدس في عدد من مساكنها أسر متعددة في منزل واحد نتيجة النقص الحاد والكبير في عدد المساكن ، لافتاً إلى أن ما زاد من معاناة أبناء وأهالي مسافي عدم استفادة البلدة من مشاريع تطويرالمناطق النائية التي تم تنفيذها على نفقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهو ما يتطلب من المسؤولين النزول ميدانياً لزيارة البلدة والإطلاع عن قرب على نواقصها واحتياجاتها من الخدمات في شتى المجالات، خاصة وأنها تعتبر من المناطق السياحية التي تتميز بطبيعة جبلية جميلة وهادئة تستقطب الزوار والسائحين .
وأوضح أن المنازل الجديدة تم توزيعها على أهالي المنطقة واستفاد منها أصحاب المنازل التي تضررت بفعل الهزات الأرضية المتتالية التي ضربت مسافي قبل عدة سنوات .
وأشار المحرزي أن من أوجه نقص الخدمات في مسافي عدم وجود شبكة طرق داخلية تربط مختلف أنحاء البلدة ومرافقها حيث تنتشر الطرقات الترابية الرملية التي تثير الغبار الذي يضر بأشجار المزارع التي تتم زراعتها بعدة أنواع من الفواكه والخضار والنخيل وغيرها من المزروعات التي تشتهر بها المنطقة .
وفي السياق ذاته أشار محمد علي إلى أن منازل المواطنين في مسافي لم تعد كافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من ساكنيها في ظل النقص الحاد في المساكن والبيوت الشعبية الممنوحة من الجهات الحكومية لأهالي المنطقة . ولفت إلى إنقطاع المياه عن مساكن الأهالي في بعض الأوقات ومن فترة لأخرى نتيجة عدم كفاية الخزان المغذي للبلدة لاستهلاك الأهالي المتزايد وهذا يتطلب من الجهات المعنية والمشرفة، على تعبئة الخزان إيجاد آلية معينة للحيلولة دون انقطاع المياه .
نصر محمد مهدي مقيم عربي الجنسية يعمل معلماً في إحدى المدارس الواقعة في منطقة مسافي لفت إلى أن معاناة أهالي مسافي تتزايد بسبب افتقار بعض الطرق الداخلية للإنارة إلى جانب تسرب مياه الأمطار إلى داخل مسجد تم بناؤه على نفقة أحد المواطنين .
وأضاف أن شارع دبا – مسافي الذي يطلق عليه الأهالي شارع الموت لكثرة الحوادث المرورية فيه وحصدها لأرواح الأبرياء يعتبر أحد أوجه المعاناة التي تواجه أبناء منطقة مسافي وجميع مستخدمي هذا الطريق الخطير الذي أعلنت وزارة الأشغال العامة في وقت سابق عن نيتها إعادة تأهيله وتوسعته حفاظا على أرواح وسلامة مستخدميه، ولمنع تكرار الحوادث المرورية عليه خاصة وأنه يعتبر من الشوارع الحيوية التي تربط بين منطقة مسافي وعدد من المدن الواقعة في الساحل الشرقي للدولة .
وأعرب عن أمله في أن تقوم الجهات المعنية في الدولة بإنشاء مجمعات سكنية ملائمة تساعد المقيمين من أبناء الجنسيات العربية في المنطقة على إيجاد المسكن المناسب وبأسعار معقولة، مؤكداً أن مدارس المنطقة كافية لأعداد الطلاب ومجهزة بكافة الاحتياجات والخدمات الضرورية لسير العملية التعليمية بالشكل الأنسب والمأمول .
أما جاسم محمد الذي يدرس في الصف الأول الثانوي فأشار إلى وقوع أبناء منطقة مسافي في حيرة من أمرهم في قضاء أوقات فراغهم في ظل افتقار المنطقة لأي مرافق ترفيهية أو شبابية باستثناء النادي الرياضي الذي يتوجه إليه بعض الشبان لممارسة لعب كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية المماثلة .
وناشد الجهات الحكومية المعنية في رأس الخيمة بإنشاء مرافق ترفيهية وحدائق ومتنزهات تكون متنفساً لأهالي مسافي، وملاذاً يقضون فيه أوقات فراغهم بدلاً من قطعهم مسافات طويلة في إتجاه مراكز الإمارات الأخرى، موضحاً أن المركز الصحي الذي يخدم أهالي وأبناء منطقة مسافي يعمل في الفترة الصباحية فقط ويغلق أبوابه أمام المرضى والمراجعين في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية وهو ما يجبر الأهالي في حال تعرض أي منهم لظروف طارئة إلى التوجه لإمارة الفجيرة وبالتالي فإن توفير مركز صحي يفتح أبوابه أمام المرضى على مدار الأربع والعشرين ساعة يعتبر من المطالب الحيوية والرئيسة التي يحتاجها أهالي مسافي .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
محمد سيف المحرزي طالب دعا إلى إنشاء مجمع خدمي للوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية كإدارة المرور والترخيص والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ودائرة الأراضي والبلدية وغيرها لتقديم خدماتها لمواطني وأهالي المنطقة الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة وإهدار وقت وجهد مضاعف لإنجاز أو تقديم أي معاملة، مبيناً أن نقص المساكن أصبح يشكل حجر عثرة أمام الشباب الراغبين في إكمال نصف دينهم خاصة في عدم مقدرة شريحة واسعة منهم على بناء مساكن خاصة على نفقتهم الشخصية .
من جهتها أشارت فاطمة أحمد علي التي تعيش في منزل قديم منذ منتصف حقبة السبعينيات حصلت عليه ضمن البيوت الشعبية التي تم توزيعها على بعض أهالي بلدة مسافي على نفقة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم أن الصيانة لم تعد تجدي نفعاً في المساكن القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب .
ردود
العقيد سلطان يوسف النعيمي مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في رأس الخيمة، أوضح أنه تم تجهيز مكتب فرعي للإدارة في مقر مركز شرطة أذن يستقبل مختلف معاملات الإدارة ويخدم منطقة مسافي والمناطق المجاورة لها .
وأشار إلى أن المكتب الذي يتم حالياً العمل على تركيب النظام الإلكتروني الخاص بالإدارة سيقرب المسافة على أهالي منطقة مسافي من خلال إمكانية تقديمهم لمعاملات الإدارة في المكتب بدلاً من التوجه لقلب إمارة رأس الخيمة، وهو ما سيسهم في توفير الوقت والجهد على جمهور المراجعين ويخفف من معاناة قطعهم لمسافات طويلة لتقديم وإنجاز معاملاتهم، مضيفاً أن المكتب الفرعي يندرج ضمن سلسلة من المراكز التي قامت الإدارة بافتتاحها في مناطق متفرقة من الإمارة حرصاً على الوصول للأهالي في أماكن وجودهم والارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لهم .
العقيد ناصر سالم مردد مدير إدارة المرور والترخيص في رأس الخيمة أشار إلى وجود توجه لدى الإدارة لإنشاء مركز خدمي متكامل في منطقة الغيل الجنوبية النائية باعتبارها مركزاً وسطياً للمناطق الجنوبية يقدم كافة المعاملات والخدمات المرورية لأهالي المناطق الواقعة في هذا الشطر من الإمارة .
وأكد حرص وزارة الداخلية والإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة على الوصول إلى أماكن تواجد المواطنين والمقيمين في المناطق البعيدة وتوفير الخدمات فيها انسجاماً مع سياستها الهادفة للحد من معاناة تنقلهم إلى مراكز المدن لإنجاز أي معاملة، لافتاً إلى أن المركز سيوفر عند إنشائه كافة الخدمات المرورية ابتداء من فحص المركبات فنياً إلى تجديد رخص القيادة ورخص المركبات وغيرها من الخدمات المماثلة .