سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
مواطن مشلول عاجــــز عن استكمال العلاج ومدين بـ 700 ألف درهم
* الامارات اليـوم
وروى (سليمان)، وهو مدير سابق في مشروعات الفتح (شركة نقليات نفطية)، قصته مع الظروف الصعبة التي يعيشها لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً إنه «منذ نحو سنتين، ترك العمل مجبراً لتفاقم وضعه الصحي، بعد تعرض ساقه اليسرى التي يعتمد عليها في الحركة للإصابة بمرض أديما قبل سنوات، نتيجة إهمال العلاج، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية»، مضيفاً أنه بدأ العلاج في ألمانيا منذ فترة، إلا أن النفقات المرتفعة حالت دون مواصلة مواعيد المراجعات، وكان آخرها موعداً في مستشفى هناك في أغسطس .2008
ويعاني (سليمان) مرض شلل الأطفال منذ ولادته، ما أثّر في أطرافه السفلى، وتسبب في ضعف وضمور كامل لساقه اليمنى، واحتاج إلى دعامة خاصة هي حذاء طبي ليتمكن من تحريكها، كما أصيبت ساقه اليسرى بمرض أديما، وهو نوع من آلام المفاصل ينتج عن إهمال العلاج، والاعتماد في الحركة على ساق واحدة.
وأوضح أن «هيئة الصحة في أبوظبي ساعدته على السفر لتلقي العلاج في أحد مستشفيات ميونيخ على نفقة الدولة مرتين، إلا أن وضعه المالي السيئ يحول دون استكمال متابعة العلاج في الخارج، كونه لا يمتلك مصروفات إقامته وأسرته في ألمانيا فترة طويلة، إضافة إلى ملاحقته في قضايا بنكية تفرض عليه سداد 708 آلاف و800 درهم، جراء اقتراضه من تسعة بنوك متفرقة ليتمكن من إعالة أبنائه البالغ عددهم سبعة أولاد وزوجتين، إضافة إلى مطالبته بسداد القيمة الايجارية لمنزل يقطنه في جبل علي وتوفير الرسوم الدراسية لأبنائه، ودفع أقساط السيارة».
مساعدة الشؤون
تابع (سليمان) أنه يعتمد حالياً على مساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية قيمتها 14 ألف درهم، في توفير حياة كريمة لأبنائه، خصوصاً أنه المعيل الوحيد لأسرتيه، لأن زوجتيه لا تعملان، كما أنه مطالب بسداد متأخرات رسوم دراسية لابنه تبلغ 10 آلاف و750درهماً، وإيجار المنزل 37 ألف درهم، وشراء دعامة لساقه اليمنى هي حذاء طبي بـ 10 آلاف يورو، أي ما يعادل 51 ألف درهم.
وطلب (سليمان) مساعدته في سداد قيمة المطالبات البنكية المستحقة عليه، ليتمكن من السفر ومواصلة علاج ساقه، والحصول على وظيفة مكتبية تتناسب مع وضعه الصحي، لتوفير حياة كريمة لأسرته، خصوصاً أن العجز والفقر يحاصرانه ويحولان دون متابعته حياته.
تقارير طبية
ذكرت التقارير الطبية التي تحتفظ «الإمارات اليوم» بنسخة منها، أن «الآلام في منطقة الحوض اليساري تزيد عند المريض سليمان محمد في حال الاجهاد، إذ إنه يعاني تصلباً كبيراً في الجزء الداخلي في الساق اليسرى نتيجة الاجهاد الجسدي، في حين أن عظام الساق اليمنى في حال جيدة إلا أن المريض بحاجة إلى حذاء طبي يساعده على الحركة، كما أنه بحاجة إلى اجراء فحص مدى تروية الدم للساق».
ونصح التقرير الطبي الذي حصل عليه المريض من مستشفى ميونيخ، بأن يتجنب الاجهاد الذي يمكن أن يؤدي إلى تدهور وضعه الصحي، خصوصاً أنه بحاجه إلى تدخل لعلاج التمزق الوجهي في الساق اليمنى، مع مواصلة العلاج ومراجعة المستشفى في وقت لاحق.
يشار إلى أن سليمان مواطن من رأس الخيمة، يبلغ من العمر 43 عاماً، وحاصل على شهادة ثانوية عامة، وعمل أكثر من سبع سنوات في الموارد البشرية في مؤسسة «اتصالات»، وثلاث سنوات في إدارة مشروعات الفتح للنقليات النفطية، وخمس سنوات مدير فرع بنكي ومسؤولاً مباشراً عن مشروعات الشركات، كما أن سليمان هو والد الطفل الموهوب أديب سليمان البلوشي، وهو تلميذ في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة القيم النموذجية في دبي، يبلغ السابعة من عمره، ويلقب بـ«العالم الصغير»، إذ أنه موهوب بإجراء تجارب علمية، واخضع لاختبارات الذكاء، وتبين أنه طفل موهوب علمياً.
قصة نجاح
كانت «الإمارات اليوم» نشرت قبل خمس سنوات قصة نجاح سليمان محمد في عمله، واليوم تنشر قصة معاناته، إذ كان نموذجاً للمعاق الذي أثبت إرادة وقدرة على تحقيق ذاته، في وقت كان المجتمع لا يؤمن بتلك الفئة، بعد أن خرج من رأس الخيمة، ليصبح مديراً لعلاقات العملاء في أحد البنوك الوطنية، ومسؤولاً عن استقطاب العملاء ذوي الأرصدة الضخمة، وخلال رحلة حياته واجه العديد من المصاعب مثل غيره من الناس، لكنه تجاوزها وحولها إلى محطات للتزود بالإرادة التي تمكّنه من تكملة المشوار.