تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » موضوع شعب كلنا عاشرناه

موضوع شعب كلنا عاشرناه 2024.

بداية السلام عليكم ، وبعد ، لقد تناولت فى خليجيةخليجيةهذه المقالة العامل الأول فى الخلل العربي للتعاطى مع القضية الصومالية وهو عامل التباعد الثقافي بين الصومال والعالم العربي وقد ركزت فى هذا العامل على معيار التباعد وهي اللغة حيث أن هناك لغة صومالية تحمل مكنونها الثقافي من شعر ونثر وحكايات وأمثال وحكم … إلخ وبمجرد وجود لغة يعنى وجود تفكير آخر ونظرة أخرى للحياة تختلف عن نظيراتها من اللغات الاخري واللغة ومنها اللغة العربية ومع هذا التباعد إلا أننا ناقشنا أسباب اضمحلال هذا التباعد وهي عوامل الجوار الجغرافي والدين الاسلامي وعادات مجتمع الابل وأثبتنا أن هذه العوامل هي التى خففت من التباعد بين الصومالي والعربي .


عدم وضوح الملامح الشخصية للصومالي بنظرة العربي .

قد يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال عن ما أعنيه بعدم وضوح الملامح الشخصية للصومالي بنظرة العربي وهل توجد هناك ملامح لكل شعب تختلف عن ملامح الشعب الاخر ، وما هي مقاييس هذه الملامح هل هي فى الشكل أم اللون أم الطباع … إلخ .

وأقول أن كل ما سبق صحيح فكل شعب يتمتع بملامح خاصة به وتتشكل هذه الملامح نتيجة عدد من التأثيرات إبتداء من تأثير البيئة فملامح الشعب الصحراوي ( إذا صح التعبير ) تختلف عن ملامح الشعب الساحلي ( الشعوب التى تعيش على البحر ) وكليهما يختلف عن الشعوب الجبلية أو السهلية ، فللبيئة تأثير وأيما تأثير على مزاج الانسان وطبائعه ونظرته وشخصيته وحتى على بنيته الجسدية والنفسية ، وكذلك يوجد عامل اللغة الذى ذكرناه سابقا والذى يشكل العادات والتقاليد وكذلك عامل الدين وفى الحالة الصومالية يعتبر الدين نقطة تلاقي وليس تجافي مع محيطه العربي والاسلامي .

إذا نتفق على أن هناك ملامح تميز كل شعب عن الشعوب الاخرى ولتوضيح الفكرة سنأخذ بعض الامثلة عن بعض الشعوب المعروفة بملامح واضحة لايختلف عليها إثنان ، الشعب المصرى مثلا معروف بالفكاهة أو خفة الدم وهذه من الملامح الخلقية التى تميز هذا الشعب حيث أنه من الشعوب التى تواجه صعوبات الحياة بالنكته والضحك ومع ذلك فإن من بعض ملامح الشعب المصري – وقد يختلف معي بعض الناس – هو حبهم الشديد للمكانة الاجتماعية أو السمعة الرنانة ومن الامثلة المصرية المشهورة والتى تجسد هذه النقطة قولهم :

" الصيت ولا الغني " أي بمعنى السمعة أو السلطة ولا الغني وهذه الملامح هي من الاساسيات التى يجب مراعاتها عند التعامل مع الانسان المصري فالشخصية المصرية لاتحب العبوس أو التجهم بل بالعكس يتقرب منك المصري نفسيا كلما وجدك تضحك أو تهزر ويبتعد عن أجواء السكون والتجهم كما أن المصري فى تعامله مع الاخر يحب السيطرة وأن تكون له الكلمة العليا فى الموضوع وغير ذلك يظنه نقصا لايقبل به فى أي حال من الاحوال حتى ولو لم يكن لديه ما يكفي من مستلزمات التحكم او السيطرة وقد يرضى المصرى بسيطرة شكلية عوضا عن فقدان السيطرة الكاملة .

وبعض أن أوضحنا الفكرة بمثال سنرجع إلى ملامح الشخصية الصومالية لدي العربي ونجد أنها مبهمة فالعرب لايعرفون هل الصومالي شجاع أم جبان هل الصومالي كريم أم بخيل هل الصومالي إنسان جدي أم إنسان لعوب هل الصومالي ذكي أم محدود الذكاء …. إلخ ، ولايعرف العربي أي خصلة من خصال الصومالي لتكون مفتاح التعامل معه فالشخصية الصومالية في الاخير هي لغز أمام العربي وقد يتفاجأ بتصرفاته فى أوقات كثيرة .
ونرى ذلك جليا فى رد الفعل العربى إبان مواجهات المليشيات الصومالية مع القوات الامريكية فى أحداث مقديشو 1993 والتفاجئ العربي كان واضحا من مقدرة الصوماليين على إلحاق الهزيمة بالقوات الامريكية فى ظل ظروف سيئة من تفكك الدولة والحرب الاهلية ومآسى الجوع والفقر … إلخ .

وهذا التفاجؤ العربي كان واردا وذلك لقلة معرفة العربي بالشخصية الصومالية بينما لم يستغرب الغرب رد الفعل الصومالي والنتائج التى آلت إليه معارك مقديشو لمعرفتهم المسبقة بالشخصية الصومالية ، حيث حذر السفير البريطاني في كينيا الحكومة الامريكية من مغبة القيام بمثل هذا التصرف وحذرهم من الاذلال الذى سيتعرضون له ومازالت كلمات هذا السفير ترن فى مسامع واشنطن حتى اليوم ، وكان على الامريكان الاستماع للبريطانيين لانه عندما يتكلم البريطاني الذى أقام على هذه الارض مدة 80 عاما والذى واجه ثورة الصوماليين وخسر بسببها أفضل قياداته الحربية فيها ولم يستطع قمعها حتى بعد قصفهم بالطائرات الحربية حيث أن الصومال هي أول دولة فى أفريقيا وربما فى المستعمرات قصفت بالطائرات لقمع ثورتها ، ومن هنا كان إدراك البريطانيين للشخصية الصومالية أعلى من إدراك الامريكيين طبعا هذا بحكم الخبرة بالمنطقة وشعوبها .

ملامح الشخصية الصومالية لدي العربي مبهمة فالعرب لايعرفون هل الصومالي شجاع أم جبان هل الصومالي كريم أم بخيل هل الصومالي إنسان جدي أم إنسان لعوب هل الصومالي ذكي أم محدود الذكاء …. إلخ ، ولايعرف العربي أي خصلة من خصال الصومالي لتكون مفتاح التعامل معه فالشخصية الصومالية في الاخير هي لغز أمام العربي وقد يتفاجأ بتصرفاته فى أوقات كثيرة .
ونرى ذلك جليا فى رد الفعل العربى إبان مواجهات المليشيات الصومالية مع القوات الامريكية فى أحداث مقديشو 1993 والتفاجئ العربي كان واضحا من مقدرة الصوماليين على إلحاق الهزيمة بالقوات الامريكية فى ظل ظروف سيئة من تفكك الدولة والحرب الاهلية ومآسى الجوع والفقر … إلخ بخلاف الغرب الذي درس علماؤه طبيعة الشخصية الصومالية وعرف فيها الشجاعة والإقدام والأنفة الشديدة .

ومن أسباب عدم وضوح الشخصية الصومالية أمام العربي هي اختلاف اللغة الذى ذكرناه آنفا وهو من العوامل التى تلعب الدور الرئيسي فى تعامل العربي مع الصومالي ونجد أنه بينما لم يستوعب العرب الصوماليين كشعب له لغته وثقافته وعاداته وتقاليده والتى وإن تشابهت فى كثير من التفاصيل مع مثيلاتها فى العالم العربي وذلك لأسباب التى ذكرنها سابقا فى الجزء الاول من المقال نجد أن الغرب استوعب الصومالي وأدرك للوهلة الأولي فى تعامله مع الانسان الصومالي بأنه أمام إنسان آخر ولفهمه أكثر فقد ركز على تعلم لغته والتبحر به بل وزاد على ذلك بأن كتب اللغة الصومالية والتى كانت لغة منطوقة قبل أن يكتبها البريطاني ( الدكتور . أندروسكي ) فى خمسينات القرن الماضي ولأن هذه بداية صحيحة لفهم أي شعب أو مجتمع فقد أسس البريطانيون قسم الإذاعة الصومالية فى ال بي.بي.سي ولم يكتفوا بوجود الاذاعة العربية فيها ، ومن هنا نجد أن البريطانيين كانوا من أوائل الدول التى درست الشعب الصومالي واسست لقاعدة صحيحة لفهمهم والتعامل معهم .

بينما لا نجد فى العالم العربي حسب علمي متخصص باللغة الصومالية مثل الدكتور أندروسكي وغيره من الكثيرين فى الولايات المتحدة الذين قاموا بدراسة وتعلم اللغة الصومالية ونجد الان الكثير الاشخاص فى أمريكا الشمالية وأوربا يجتهدون فى تعلم هذه اللغة ومن أراد أن يطلع على المزيد يمكنه أن يزور مقتطفات المختلفة فى شبكة الانترنت حول هذا الموضوع .

أرجو أننى قد أوضحت هذه النقطة بما لا يحمل مجالا للشك فى عدم الوضوح الصحيح للشخصية الصومالية بنظرة العربي ، وقد يسأل سائل ما هي ملامح الشخصية الصومالية ؟! وهو سؤال جيد ولكن هذا لا يتسع له المقال هنا كما أننى أترك هذه المسألة لغيرى من إخواني الصوماليين المتخصصين فى علم الاجتماع للرد والكتابة فيه إلا أن من أهم ثلاثة مميزات إيجابية للشخصية الصومالية :

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

1) الشجاعة والأنفة
2) الجدية فى العمل
3) التفاؤل والرضا

وقد يقول قائل بأننى ذكرت الصفات الجيدة ولم أذكر الصفات السلبية وأقول لهذا القائل صدقت ولكن ما يشكل ملامح أي شعب ليس الصفات السلبية بقدر ما هي الصفات الايجابية وذلك لأن الصفة السلبية هي صفة طارئة فإلانسان خير بطبعه والصفات الحسنة هي التى تستمد من عادات وتقاليد هذا الشعب إلا إذا كانت هذه العادات والتقاليد مبينة على قيم فاسدة مثل الشرك وعبادة الاوثان وما إلى ذلك من معتقدات ولكن عندما تؤخذ هذه العادات من قيم ديننا الاسلامي الحنيفة فأعتقد بأنه من النادر أن نجد سلبيات تعم لتصبح ملامح لشعب مسلم يؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا والخير فى أمة محمد إلى يوم الدين .

وجود السد الغربي أمام التدخل العربى بالصومال

إن من اهم السدود الغربية أمام التدخل العربي بالصومال هو سد الثقافة حيث أن اللغة الصومالية وللأسف قد كتبت من قبل البريطانيين وكتبت بالأحرف اللاتيينة مما باعد المسافة بين الصوماليين والعرب حيث أن شكل الحرف يلعب دورا كبيرا فى التعامل اللغوي ونجد أن الانسان الصومالي إذا لم يترعرع باللغة العربية مثل بعض أبناء الصوماليين المقيمين بالدول العربية والذين عاشوا مع اللغة العربية منذ نعومة أظفارهم فإن الصومالي يجد صعوبة فى التأقلم مع الحرف العربي لإن الحرف الصومالي اللاتيني يقف حائلا وسدا منيعا بينه وبين الحرف العربي ولذلك نجد أن تعلم الصومالي للغات اللاتينية أسهل له من تعلم اللغة العربية ليس فقط لإنه تم إستعماره من قبل ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والذين تركوا الكثير من ثقافاتهم ولغاتهم والتى ترسبت فى وجدان الصومالي نتيجة لطول هذا الاستعمار وإن كان أخفها طبعا الاستعمار البريطاني ، ولذلك نجد أن حدة التغريب عن التقاليد والاعراف الصومالية أقل فى الاجزاء التى تم إستعمارها من قبل البريطانيين بينما نجد أن جزء كبيرا قد شوه من حضارة وثقافة ولغة الاقاليم التى استعمرت من قبل الايطاليين حتى نصل إلى تماهي عجيب وتشابه تام مع المستعمر فى الاجزاء التى استعمرت من قبل الفرنسيين حيث تم تبنى اللغة الفرنسية كلغة للشعب وتبنى الثقافة الفرنسية فى الحياة والفكر والادب وهو ما نجده جليا فى الجزء الفرنسي " جيبوتي " ، ولكن القيادة الحالية تحاول التخلص من ترسبات الماضى الاستعماري حيث نجد أن هناك تشجيع على عودة الشعب إلى طبيعته ولغته وثقافته وتقاليده وهذه من الاشياء التى تحمد عليها وتشكر عليها الحكومة الجيبوتية بقياداتها الشابة .

وأخيرا لايسعنى إلا أن اشكر مساندة أشقائنا العرب للشعب الصومالي ونحن نعلم أن إخواننا يكنون لنا الكثير من المشاعر الطيبة ويرغبون بل ويلحون على حل المعضلة الصومالية وأرجو أن أكون ساهمت فى إلقاء بعض الضوء على مواطن الخلل ليتم تداركها وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن ومن الشيطان .

خليجية
شكرا على المعلومات القيمة

خليجية
تسلم ع الموضوع

احترامي للجميع

خليجية
يسلمووووو الشيخ

خليجية خليجية

خليجية
يقول الله جل وعلا:

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } {الحجرات: 13}.

و جميل أن يبادر أحد الأخوة الصوماليين في كسر هذا الحاجز النفسي و الثقافي بين الشعوب و استيضاح ما خفى من سيرة هذا الشعب المسلم العظيم

خليجية
تسلم على الموضوع

خليجية

للحجز ميك اب تسريحه
للتواصل:خليجية
W.app:0501902145
Inst:#reemalgwafee

Twi:@algwafee

خليجية
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.