تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )

( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) 2024.

الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
لا شك ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى عليم حكيم لم يخلقنا في هذه الدنيا عبثا، كيف وهو القائل

(( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ )). إن الله جل وعلا خلقنا لغاية عظيمة بيّنها في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقال

(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) قال ابن عباس رضي الله عنهما (إلا ليوحدون) وقد أجمع الأنبياء على كلمة واحدة فقالوا : يا قوم أعبدوا الله مالكم من إله غيره .
أتدرون ما العبادة إنها توحيد الله جل وعلا أي أفراده بالدعاء والتوكل والخوف والرجاء والمحبة والطاعة والنذر والذبح وغيرها وبتقسيم آخر توحيد القلب وتوحيد الجوارح أما توحيد القلب فيدخل فيه المحبة والخوف والرجاء والإخبات والتوكل والخشية وغيرها وأما توحيد الجوارح فيدخل فيه الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر والحلف وغيرها.

قال تعالى في الدعاء (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))

وقال في الاستعانة
(( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))

وقال في الاستغاثة
(( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ))

وفي الخوف (( فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))

وفي التوكل (وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

وفي المحبة
(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ )) (( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ ))

وفي الذبح (( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))

وفي النذر
(( فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا )).

إن دعائنا الصالحين من الأنبياء وغيرهم ينافي ما جاء بالقرآن الكريم من الأمر بدعاء الله و حده دونما سواه قال تعالى
(( وقال ربكم ادعوني أستجب لكمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))
وقال جل وعلا
(( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ ))
تدبروا إخواني الأفاضل قوله تعالى (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ )) تجدونها عامة تشمل جميع من دعي من دون الله ولو كان نبيا أو وليا وتدبروا أيضا قوله عز وجل
(( وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ )) فسمى الذين يدعون غيره كافرين وقال جل وعلا
(( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) تدبروا يا رعاكم الله كيف أن الله جل وعلا قطع جميع العلائق إلا به فنفى أولا أن غيره أيا كان يملك مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.
أتدرون ما الذرة؟ إنها النملة الصغيرة الصفراء التي لا تكاد ترى ثم نفى أن يكونوا شركاء له ثم نفى أن يكونوا ساعدوه وختم جل وعلا ببيان أنه حتى الشفاعة لا تكون إلا بإذنه فالأولياء الصالحون لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا كيف يملكون لغيرهم وهم لا يملكون لأنفسهم وقد تقرر عند عامة العقلاء أن فاقد الشيء لا يعطيه وقد قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد الخلق (( قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا )) ولا أظن أن أحدا من المسلمين يجهل هذه الحقيقة ولنلقي نظرة فاحصة سريعة على حال أولياء الله جل وعلا مع ربهم سبحانه وتعالى فهذا نبي الله نوح يقول
(( وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ))

وإبراهيم قال

(( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))

ويعقوب قال

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

(( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ))

وموسى قال (( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ))

وزكريا قال الله عنه (( إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا ))

وأيوب قال الله عنه

(( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))

وهكذا يونس ويوسف وعيسى ، وذكر الله جل وعلا سيدنا وسيدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فقال
(( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )).
ترى ماذا تقول أنت وماذا تقولين أنتِ إذا مسكم الضر هل تقولون ( يا الله ) أو تقولون يا جيلاني
يا بدوي يا علي .
هذا ما أحببت أن أبينه ؛ كي يحافظ المسلم على عقيدته ويسلم من الشرك . والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

خليجية
جزاك الله خيرا اخى الكريم

خليجية

[flash=http://download.mrkzy.com/e/1912_md_13374412136.swf]WIDTH=400HEIGHT=350[/flash]

خليجية

خليجية
ربي يجزيك الخير
وجعلة في ميزان حسناتك

خليجية
بارك الله فيكم

اسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على التوحيد والسنة

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.