بن عثيمين : الفرق بين حسن النية وحسن التصرف 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ، الإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يدّعي الكمال لنفسه ، من ادّعى الكمال لنفسه فهو الناقص ، بل لابد أن يراجع غيره خصوصا في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة فإن الإنسان قد يحمله الحماس والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا بأس به لكن التحدث عنه قد يكون غير طيب إما في الزمان أو في المكان أو في الحال .

ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفا من الفتنة فقال لعائشة رضي الله عنها : ” لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه . ” من أجل أن يتمكن الناس من دخول بيت الله عزّ وجلّ ، لكن ترك ذلك خوف الفتنة مع كونه مصلحة .

بل أعظم من ذلك أن الله نهى أن نسبّ آلهة المشركين مع أن آلهة المشركين جديرة بأن تًُسب وتعاب وينفر منها لكن لما كان سبها يؤدى إلى سب الرب العظيم المنزه عن كل عيب ونقص ، قال الله عزّوجلّ ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زيّنّا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )) [ الأنعام : 108 ] فالمهم أنه ينبغي أن نعلم أن الشيء قد يكون حسنا في ذاته وفي موضوعه لكن لا يكون حسنا ، ولا يكون من الحكمة ولا من العقل ولا من النصح ولا من الأمانة أن يذكر في وقت من الأوقات أو في مكان من الأماكن أو في حال من الأحوال وإن كان هو في نفسه حقا وصدقا وحقيقة واقعة ، ومن ثم كان ينبغي للإنسان أن يستشيرذوي العلم والرأي والنصح في الأمر قبل أن يقدم عليه حتى يكون لديه برهان ، لأن الله قال لأشرف خلقه عليه الصلاة والسلام وأسدّهم رأيا وأبلغهم نصحا : محمد صلى الله عليه وسلم قال : (( فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله إنّ الله يحبّ المتوكلين )) [ آل عمران : 159 ] .

هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم أسدّ الناس رأيا وأرجحهم عقلا ، وأبلغهم نصحا .

الإنسان ربما تأخذه العاطفة فيندفع ويقول : هذا لله ، هذا أنا سأفعله ، سأصدع بالحق سأقول ، سوف لا تأخذني في الله لومة لائم وما أشبه ذلك من الكلام ثم تكون العاقبة وخيمة ، ثم إن الغالب أن الذي يحكّم العاطفة ويتبع العاطفة ولا ينظر للعواقب ولا لنتائج ولا يقارن بين الأمور : الغالب أنه يحصل على يديه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عزّوجلّ مع أن نيته طيبة وقصده حسن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسَن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسن النية لكنه سيء التصرف ، وقد يكون سيء النية والغالب أنّ سيء النية سيء التصرف ، لكن مع ذلك قد يحسن التصرف لينال غرضه السيء .

فالإنسان يُحمد على حسن نيته لكن قد لا يحمد على سوء فعله إلا أنه إذا علم منه أنه معروف بالنصح والإرشاد فإنه يعذر بسوء تصرفه ويلتمس له العذر ولا ينبغي أيضا أن يتخذ من فعله هذا الرأي أنه لم يكن موافقا للحكمة بل لا يجوز أن يتخذ منه قدح في هذا المتصرف وأن يحمل مالا يتحمله لكن يعذر ويبين له وينصح ويرشد ويقال : يا أخي ، هذا كلامك ـ أو فعلك ـ حسن طيب وصواب في نفسه لكنه غير صواب في محله أو زمانه أو في مكانه .

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

وصلى الله على سيدنا محمد.

——————————————–
منقول :شبكة سحاب

خليجية
جزاااك الله خير وجعل ما تنقلين في مواازين حسناتك ان شاء الله ووفقك الله

خليجية

[flash=http://www.dmuae.com/up//uploads/fil…d680d81bde.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

خليجية

إخلاص النية لله 2024.

اخلاص القصد والنية

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

فعلى الإنسان أن يُصفى قلبه لمولاه وإذا صفا القلب فإن الله يعمره بالنوايا الخالصة لا يجلس الرجل العارف مع نفسه ويعُد النوايا لكن الله يقذف فى قلبه نوايا من عنده تليق بمقامه وهذا هو أول فتح يفتح الله به على الصالحين أن يفتح الله له فى قلبه باباً يتلقى منه إلهام ربه وأول الإلهام الدليل على حب الله له أن يُلهمه الله النوايا التى بها يرفع الله قدره ويُعلى الله شأنه ويجعله على قدم حبيبه ومصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه عندما رجعَ رسولَ الله من غزوةِ تبوكَ ودَنا من المدينة قال[إنّ بالمدينةِ أقواماً ماسِرتم مَسِيراً ولاقَطعتُم وادياً إلا كانوا مَعَكم قالوا:يا رسولَ الله وهم بالمدينة قال:وهم بالمدينة حَبَسَهمُ العُذر}[1]

ولذلك أعطاهم الله بالنية ربما ما لم يأخذه نفر ممن مشى مع سيد البرية فى هذه السفرة لأنه ربما خرج مسافراً ويُسر فى قلبه النفاق والمنافقون كانوا يسافرون معه ويحضرون معه بل ويحاربون معه لكن ليس لهم عند الله أجر والمُخلصين الصادقين الذين بقوا فى المدينة نالوا الأجر بالنية فأعلمنا أن النيَّة هى التى عليها المُعوَّل ولذلك يقول الإمام الشافعى( إن حديث{إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى} ربع الدين ) لأنه عليه الأساس من كل عمل:{ رُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلا السَّهَرُ وَرُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إلا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ }[2]

وقالوا له: يا رسول الله الرجل يجاهد للذكر والرجل يجاهد للغنيمة والرجل يجاهد حمية لقومه فمن فى سبيل الله؟ فقال{مَنْ قَاتَلَ لِتكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُلْيَا فَهُوَ في سَبِيلِ الله }[3]لذلك من قاتل للذكر أو للغنيمة أو حمية لقومه فليس له أجر فالأجر على قدر النية مع أنه قاتل وحارب لكن الإمام الشافعى جعل ربع الدين على هذا الحديث الطيب{إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات}لأن النبى استخدم له أداة الحصر (إنما)ويقول فى حديث آخر{نيَّةُ المؤمنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ}[4]

ويروى أن الله يوم القيامة يُظهر فضل النوايا فيأمر الملائكة بإحضار رجل معه أمثال الجبال من الأعمال الصالحة فيقول الله تعالى{أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ عَلَى عَمَلِ عَبْدِي وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى نَفْسِهِ إنَّهُ لَمْ يُرِدْنِي بِهذَا الْعَمَلِ وَأَرَادَ بِهِ غَيْرِي فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي}[5]هو لا يعُطى الأجر إلا إذا كان العمل خالصاً لذاته ولذلك تجد الصالحين أول تدريب عملى يقومون به للسالكين والمحبين هو أن يتمرن السالك على إخلاص القصد والنية فى كل حركة أو سكنة لله ومن لم يستطع ذلك فقولوا له: ليس لك فى هذا الطريق لا من قريب ولا من بعيد لأن الله قال فى قرآنه{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}لابد من تحرى الإخلاص فى كل عمل والإخلاص أن تقصد وجه الله فى كل عمل حتى كان أحد الصالحين عندما كان يمرن تلاميذه على ذلك كان يدربهم إذا نزل أحدهم بلد للدعوة إلى الله يقول له : يا بنى كل ما اشتهيت قبل أن تذهب إلى القوم الذين تدعوهم إلى الله حتى لا تميل نفسك إلى شئ مما عندهم وتكون الدعوة خالصة لوجه الله ويقول: لو ذهب داعياً إلى الله إلى بلد وأفاض الله عليه من العلوم ومن الإلهامات ما لا حد له وبعد أن انتهى لم يدعُه أحد من أهل هذا البلدة إلى حتى تناول قدح شاى إذا تغير قلبه على أهل هذه البلد بسبب ذلك فإنه يحتاج إلى أن يُرد إلى دائرة الآداب ليتأدب فى رياض الصالحين وحتى حديث الناس فإن النفس تحب أن تُحَدِّث أو تُحَدَّث بما فعلت وما سمعت وما صنعت فكان يقول{يا بنى اعمل ولا يهمك معرفة الناس أو شيخك أنك تعمل لأنك تعمل لله لا للناس أو لشيخك}

هذا الإخلاص كان أصحاب حضرة النبى يلاحظونه فى أدق المواطن فقد ورد أن الإمام علىّ طلب أحد الفرسان من الكافرين رجلاً للمبارزة فخرج له فأخذا يضربان حتى سقط فرسيهما تحتهما موتاً من شدة الضرب والكر والفر فترجلا وأخذا يضربان بعضاً بالسيوف حتى تكسرت سيوفهما فاشتبكا مع المصارعة فحمله الإمام علىّ وجلد به الأرض وركع فوقه وأخرج خنجره ليذبحه فتفل الرجل فى وجهه فقام الإمام علىّ وتركه فتعجب الرجل وقال : لِمَ تركتنى بعد أن تمكنت منى؟ قال كنت أقاتلك لله فلما تفلت فى وجهى خفت أن أقتلك انتقاماً لنفسى فيكون العمل غير خالص لربى قال: وهل تراقبون الله فى هذه المواطن؟ قال: وفى أدق منها .

كانوا يراقبون الله فى هذه المواطن يراقبون أن تكون الحركات والسكنات فى كل زمان ومكان لا يرجون بها إلا رضاء الله وإلا وجه الله ثم بعد ذلك يقومون بها على هيئة حبيب الله ومصطفاه أى يتابعون الحبيب صلوات ربى وتسليماته عليه فى هذا الحال لكن لابد أن تكون النيَّة أولاً لله ولذلك كانت كل أحوالهم طاعات نومهم ذكر وجلوسهم ذكر وقيامهم ذكر وحديثهم ذكر ونظراتهم ذكر وإمداد أيمانهم إلى غيرهم ذكر ومشيهم بأقدامهم وسعيهم بأقدامهم إلى أى مكان ذكر وأى حركة بالجوارح الظاهرة معها نية باطنة ولذلك أعمالهم كلها ذكر لله لأنهم استحضروا النوايا والطوايا بعد أن طهروا القلب لله وجعلوا الأعمال خالصة لله وفيهم يقول الله لحبيبه ومصطفاه {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }

[1] صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنهما
[2] مسند الشهاب عن ابن عمر.
[3] مسند الإمام أحمد عن أبى موسى الأشعرى.
[4] فتح البارى وشرح الزرقانى
[5] رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما عن معاذ رضى الله عنه (الترغيب والترهيب).


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…E4&id=77&cat=4

منقول من كتاب(ثانى اثنين)للشيخ فوزى ابو زيد

لتحميل الكتاب مجانا

خليجية

خليجية

جزاك الله خيراً ..

خليجية

ابتساماتكَ في وجهِ الصِّعاب ( قُبلة ) على جَبين الحَياه !

خليجية
بارك الله فيك

خليجية

[flash=http://download.mrkzy.com/e/1912_md_13374412136.swf]WIDTH=400HEIGHT=350[/flash]

خليجية

خليجية
بارك الله فيك يسعدني كثيرا مروركما الطيب

خليجية