مجلس التعاون وتحديات المرحلة 2024.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

كان البعض يعتقد لسنوات طويلة، أن تجربة مجلس التعاون سيكون مصيرها كتلك التجارب الوحدوية العربية الفاشلة. ولم يدرك أولئك المتشائمون أصحاب النظرة السوداوية، أن ما يجمع دول المنطقة أكبر وأقوى من أي رياح سوداء، مهما كانت قوية وقاتمة! فدول مجلس التعاون يربطها تاريخ مشترك، وثقافة واحدة، ومصالح استراتيجية مصيرية.

ولقد كان تأسيس مجلس التعاون، الذي انطلق من أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة عام 1981، تجسيدا للإرادة السياسية للقادة، وخاصة القائد الوالد زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي قاد ورسخ تجربة وحدوية جديدة بين الإمارات، في زمن اعتقد الحاقدون أن تلك التجربة ستصل إلى طريق مسدود!

نعلم أن الخوف على الوحدة كان هاجس الجميع، سواء على المستوى المحلي الداخلي أو الإقليمي، إلا أن سفينة الاتحاد سارت واستمرت في الطريق الصحيح، رغم كل المخاوف والظروف.

وفي هذه الأيام، حيث يلتقي قادة التعاون في قمتهم السنوية التي تستضيفها دولة الكويت، فإن انعقاد القمة يأتي في وقت تمر فيه المنطقة والدول العربية والإسلامية عموما، بمرحلة حاسمة من تاريخها، حيث إن المتغيرات الدولية، وخاصة في ما يتعلق بالقضية العربية الأساسية.

وهي الصراع العربي الإسرائيلي، تمر في منعطف حاد. فالإدارة الأميركية للمرة الأولى تحاول إيجاد حل لهذا الصراع الذي يبدو أن الدول الكبرى، فضلا عن الدول التي تعاني من تبعات هذا الصراع أكثر من غيرها، تريد حلا له، سواء من خلال دولتين، وهو الحل الأمثل على المدى الطويل، أو بإقامة دولة واحدة تعتمد نهجا علمانيا، بمعنى فصل الدين عن الدولة، وبالتالي العيش على غرار نموذج الدول الأوروبية التي حسمت فصل الدولة عن الدين، بحيث يتعايش فيها مختلف الأطياف الدينية والعرقية.

إن انعقاد القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي في مثل هذا المنعطف الإقليمي والدولي، يكتسب أهمية مضافة، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، ما يجعل أبناء هذه المنطقة يعلقون آمالاً كبيرة على هذه القمة، للخروج بمقررات على مستوى تلك الآمال والطموحات، وعلى مستوى وحجم التحديات المتعاظمة التي تفرضها المتغيرات الإقليمية والدولية، والتي لا يمكن لأي طرف أن يتصرف تجاهها وحده كقوة عظمى ضد الآخرين!

ولعل ذلك الصديق اللدود يبرز هنا رافعا العلم الأبيض هذه المرة مصرا على إثبات وجوده، رغم محاولتي أن أبتعد عنه قليلا، لكنه يلوح بالراية الحمراء لإيقافي، قائلا إن الأزمات المالية والحدودية برزت للسطح من جديد!

لكنني أقول له: كفى، فهذا وقت الفرح والمتابعة لما أنجزته أهم بقعة في العالم العربي. فالخليج هو المنطقة البيضاء عربيا، فنحن الذين أعطينا نموذجا للتنمية.. هو نموذج دبي.

لقد كانت المعاول وجرافات الهدم، تحاول أن تقف أمام هذا النموذج الصاعد في دولة الإمارات العربية المتحدة. فكل القوى التي لا تحتمل وجود دولة عربية استطاعت أن تخلق نموذجا للتنمية دون الاعتماد على النفط، أصابها إعصار من الهوس، وخاصة العدو الاستراتيجي للأمة العربية.

لقد استطاع الإنسان ابن الصحراء، أن يؤكد أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تحقق نموذجا مختلفا للتنمية.. هو هذه المدينة التي جمعت كل القوميات والأديان في مساحة ضيقة، هي دبي. فدبي كانت ولا تزال التحدي الحقيقي لمدن تاريخية كانت مركز المال والأعمال، فكيف يسمح للعرب بأن يكونوا بؤرة اهتمام العالم، بالرغم من أن الإعلام العالمي في يد أعداء هذه الأمة؟!

وإذا عدنا إلى الموضوع الأساسي، وهو أن دول مجلس التعاون تتحكم في مصدر الطاقة الرئيسي، وهو النفط، فإن علينا أن ندرك أننا نستطيع أن نؤثر في كل العالم، شرقاً وغرباً. فالنفط العربي هو الذي يحرك العالم كله.

وما نأمله ونتوقعه من القيادات السياسية لمجلس التعاون، هو أن تكون هذه الحقيقة ماثلة في كل ما يصدر من قرارات وتوجهات، على كافة مستويات صنع القرار، وخاصة في ما يعد من قرارات على مستوى القمة.. باعتبار أننا نستطيع أن نكون الأهم عالمياً.

خليجية

ما بال بعض الناس صاروا أبحرًا
يخفون تحت الحب حقد الحاقدين
يتقابلون بأذرع مفتوحة
والكره فيهم قد أطل من العيون
يا ليت بين يدي مرآة ترى
ما في قلوب الناس من أمر دفين

يا رب إن ضاقت الناس عما فيا من خير

فـ عفوك لا يضيق

(((( راشد ))))

خليجية
مشكور على الخبر

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.