"شيبة وادي القور" سيرة حافلة بالصبر وترويض الإعاقة 2024.

خليجية

رأس الخيمة – عدنان عكاشة:
تلف قرية وادي القور الصغيرة، في أقصى جنوب إمارة رأس الخيمة، حالة من الحزن مقرونة بالاعتزاز والفخر، إثر رحيل “شيبتها”، محمد سالم خميس الكعبي، الذي عرف بـ”شيبة وادي القور”، واشتهر بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى مسكنه الشعبي المتواضع في البلدة في يناير ،2008 خلال جولة تفقدية لسموه في عدد من المناطق النائية، للاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين واحتياجاتهم .

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

الكعبي ولد في الأول من يونيو من عام 1903 من القرن الماضي، حسب المستندات الرسمية، أي أنه بلغ من العمر 108 أعوام تقريباً، ما يجعله أحد أكبر المعمرين في الدولة، عاصر خلالها حقباً زمنية ومراحل مختلفة في الدولة والمنطقة والعالم، وكان شاهد عيان على الكثير من الأحداث التاريخية والتحولات الحاسمة في الإمارات .

عزاء


“الخليج” زارت أمس خيمة العزاء في المنطقة، التي تبعد 100 كيلومتر جنوب مدينة رأس الخيمة، وقدمت واجب العزاء لأبنائه وأقاربه، وزارت منزله القديم، حيث التقى بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والآخر الجديد المجاور له، الذي شيد بأمر من سموه خلال الزيارة، بعد أن عاين سموه بنفسه حالة الفقيد وأوضاع أسرته وأحفاده .

“الشيبة” له 8 أبناء، 7 ذكور وبنت واحدة، مقابل 40 حفيداً، توفي من أبنائه في حياته 4 وبقي ،4 ورغم أنه كان مواطناً عادياً لا يكاد يعرفه أحد خارج منطقته، قبل أن يزوره صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بصورة مفاجئة، ليتحول إلى شخصية شهيرة، فيما تناقلت وسائل الإعلام صورته إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حصير متواضع في باحة منزله الشعبي المتهالك حينها، الذي قضى تحت سقفه المتداعي جل سنوات عمره المديد .

جمعة محمد، نجل الفقيد، قال: “إن والده فقد 3 من أبنائه في حوادث الطرق، إلى جانب ابنه البكر الذي توفي نتيجة مرض، ما خلّف ألماً عميقاً في قلبه لسنوات طويلة، لكنه رضي بالقدر وسلم أمره إلى الله سبحانه، وكان مؤمناً بصورة لافتة، وجعلته تلك التجربة المؤلمة دائم الحرص على نصحنا وإرشادنا بعدم السرعة والتمهل في القيادة، خشية أن يفقد المزيد من أبنائه وأحبائه، وكان يرددها كلما جئنا لنودعه إلى منازلنا أو وظائفنا في إمارات الدولة الأخرى، في حين كان يشجعنا على خدمة البلد، ويردد على مسامعنا أن الوطن هو الأهم، حافظوا عليه ويحب العمل والإنتاج، ويمقت الكسل والخمول، وينفر أبناءه وأحفاده منهما . وعلمنا الصدق والمحافظة على الصلاة” .

حوادث


سالم محمد، ابن الفقيد، أشار في حديث لـ”الخليج” خلال العزاء، إلى أن “والده تولى تربية أحفاده من أبنائه الثلاثة الذين قضوا في حوادث الطرق، وبلغ عددهم 7 أحفاد، وكان لهم أباً حنوناً وأنفق عليهم، وضمهم إليه في بيته، وعوضهم حرمان الأب في سن مبكرة ومسح عن قلوبهم الصغيرة قسوة اليتم، رغم أنه كان هو نفسه عاجزاً ومعاقاً”، لافتاً إلى أن “الشيبة علمه في صغره قيادة السيارة، رغم أنه كان يعاني من عرج حاد حينها، لكن ذلك لم يمنعه من القيادة وتعليمها لي، قبل أن أحصل على الرخصة بصورة نظامية” .

من رفقاء درب (شيبة وادي القور)، نسيبه المسّن سالم محمد، الذي نوه بأن “الفقيد ولد وعاش عمره بأكمله وهو يعاني إعاقة جسدية، رافقته أكثر من قرن كامل، استطاع بعزيمة أن يروضها ويقهرها، ويعيش حياته بصورة طبيعية، ويسهم في تربية أبنائه وأحفاده معاً، وخدمة كل من ينشد المساعدة لديه، ليشكل مثالاً لابن الإمارات وأرضها الطيبة، ولوقار كبارها وحكمتهم وحبهم لهذه الأرض” .

وحسب رواية رفيقه “لم تثنه الإعاقة التي ولد بها عن العمل والكد، مستخدماً عكازاً تصحبه أينما ذهب، فيما أصر على العمل وأن يبقى منتجاً، لا عالة على أحد، واضعاً إعاقته خلف ظهره، من خلال العمل مزارعاً في مزرعته الخاصة، رغم المشقة التي تتطلبها الزراعة، وكان يزرع النخيل والذرة والخضار، ويحصل عبرها قوته ورزق عياله، قبل أن يعجز في سنوات عمره الأخيرة عن السير نهائياً، بسبب التقدم في العمر والكبر، بجانب عمله في بيع السخام “الفحم” قبل تأسيس دولة الاتحاد، وكل ذلك من دون أن يطلب معاونة أحد أو مساعدة خادم”.

ارتباط


من صور الدهشة في سيرة محمد سالم خميس الكعبي، كما تحدث أبناء وادي القور، أنه “ظل متعلقاً بالبلدة النائية، ومتمسكاً بالعيش فيها، لا يغادرها إلا لحاجة أو وصل رحم، ولم يسافر طيلة عمره المديد إلى خارج الإمارات، سوى مرة واحدة قبل عام واحد على وفاته، تحت إلحاح أبنائه، إذ اصطحبه أحدهم إلى الهند لعلاجه، لكنه لم يلبث أن أصر على العودة إلى الوطن بعد ساعات قليلة من وصوله البلد الآسيوي، معتبراً أن ولد هكذا ورضي بقدره، ليرجع بالفعل إلى الإمارات سريعاً” .

من خصال “شيبة وادي القور” أنه عاش عزيز النفس، يرضى بالقليل وبنصيبه من الحياة، دائم الاستغفار والذكر لله، يحب الحياة على الفطرة، كما يوضح أبناؤه وأهل قريته، وعزة نفسه صفة اشتهر بها على مستوى الدولة، بعد زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، الذي سأله عن احتياجاته، ليفاجىء الشيبة سموه ومرافقيه بأنه “مو قاصره شيء”، وفق تعبيره، رغم الوضع المعيشي الصعب الذي عاينه سموه والوفد المرافق، فضلاً عن مسكنه القديم” .

الحضور في خيمة العزاء، ومعظمهم من أبنائه وأحفاده وأقاربه وأبناء وادي القور، سردوا خصالاً لافتة للفقيد، جعلته أهلا للشهرة التي اكتسبها في أقصى العمر، منها طيبة القلب والنفس، والتسامح الشديد مع الجميع، فيما كان لا يشتكي أحد مهما بدر منه، ولا هو يشتكي من أحد . وتمتع محمد الكعبي بصحة جيدة طيلة عمره .

الزوجة


محمد الكعبي كان أيضاً وفياً بصورة لافتة، لا سيما لزوجته ورفيقة عمره، التي سبقته إلى الدار الآخرة قبل عام ونصف العام، إذ لم يتزوج من أخرى إطلاقاً، وبقي يذكرها بالخير بعد رحيلها، إلى أن لحقها، وهو كالكثير من رجالات الرعيل الأول من أبناء الإمارات، كان حريصاً كل الحرص على تعليم أبنائه وأحفاده، رغم أن معطيات عصرهم وظروف حياتهم لم تسعفهم هم أنفسهم لمحو أميتهم، وكان “شيبة وادي القور” شاعراً شعبياً، يحفل شعره، كما يقول محبوه، بالحكمة وحب الحياة، ويتعلق بالشعر القديم، لا سيما لابن ظاهر وأبوزيد الهلالي . ورغم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه كان محباً للعلم، ومتابعاً شغوفاً لأخبار الدولة والعالم، يعرف تفاصيل ما يدور في العالم من قضايا سياسية واجتماعية، ولا ينام حتى يحضر نشرة أخبار العاشرة حاملاً معه جهاز “الراديو” الخاص به .

قسوة الفراق وألم الغياب، تجلت في كلمات أحفاد الكعبي الذين عاشوا في كنفه، خالد عبدالله مهندس طيران وخريج إحدى جامعات بريطانيا قال “كانت فيه كل مواصفات الأب لنا من أحفاده الأيتام، وهو من درسني وشجعني على العلم، رغم أنه كان أمياً” وتابع خميس (13 عاماً) لم أشعر يوماً بأنني يتيم في منزل جدي” . خليفة عبدالله (32 عاماً) قال “جدي تولى تربيتي منذ كان عمري 7 سنوات بعد وفاة والدي، وكان والداً حقيقياً، ومازلت أعيش صدمة رحيله” .

القرآن


من أسباب حزن “وادي القور” على رحيل شيبتها أنه كان مقصداً لأبناء المنطقة من ذوي الأطفال المرضى وسواهم، ممن يرغبون في قراءة القرآن الكريم عليهم، لما عرف عنه من إيمان وحسن سيرة وخلق، فيما ظلت حكمته الرئيسية في حياته التي تشبث بها (الصبر)، الأمر الذي ترجمه بصبره على الشدائد والأحزان التي فجعته بأربعة من أبنائه، ورغم ذلك صبر واحتسب، كما حكمت عليه بالإعاقة طيلة عمره .

علي بن سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي وتوابعها، من بينها وادي القور، أكد أن “الكعبي اتسم بالتسامح وعزة النفس، ويذكر أنه تنازل عن حقه في خلاف وقع بينه وبين شخص آخر، ورغم أن الحق كان في جانبه، إلا أنه تنازل طواعية وبرضا نفس” .

الشيبة


“شيبة وادي القور”، هو لقب أطلقته “الخليج” على الراحل، في حوار أجرته معه في منزله المتواضع، بعد يوم واحد على زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي له عام ،2008 التي أكسبته شهرة شعبية، وأكد حينها أن “زيارة محمد بن راشد كانت لحظة من أجمل لحظات العمر” .

وعن تعلق “شيبة وادي القور” بالعلم، تحدث أحمد الدغيم، إمام وخطيب مسجد وادي القور (سوري) عن أنه “قرأ للشيبة العديد من الكتب من التراث الإسلامي العربي بالكامل، رغم أنها تتكون من مجلدات ومئات الصفحات، من دون أن يكل أو يمل، بينها “البداية والنهاية” لابن كثير، وكتب أخرى، كالسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وحياة الصحابة”، ويلفت إلى أن “الفقيد الذي جالسه لمدة 17 عاماً، كان يتسم بحب شديد للعلم، وصاحب ذاكرة حادة، لدرجة أنه كان يطلب إعادة قراءة صفحة محددة برقمها بعد أيام، إذا نسي معلومة أو اسم شخصية” .

كان “الشيبة” فوجئ بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى مسكنه الشعبي القديم في وادي القور، حيث تبادل مع سموه الحديث على حصير متواضع في المسكن الشعبي . ودفن “الشيبة” في قريته النائية بعد صلاة العشاء أمس .

….

جريدة الخليج


خليجية


{خليجية}

خليجية
سيرة حافلــة لشيخ كبيــر أصيل جدير بالتقدير والاحترام،،
الله يرحمه ويغفر له،،
شاكرة نقلك للتقرير،،
دمت بخير،

خليجية
الله يرحمه ويغفر له

خليجية

خليجية

خليجية
لاحول ولا قوة الا بالله

خليجية
لاحول ولا قوة الا بالله

خليجية
الله يرحمه ويغمد روحه الجنه

خليجية
"شيبة وادي القور" سيرة حافلة بالصبر وترويض الإعاقة

خليجية

الخليج

تلف قرية وادي القور الصغيرة، في أقصى جنوب إمارة رأس الخيمة، حالة من الحزن مقرونة بالاعتزاز والفخر، إثر رحيل “شيبتها”، محمد سالم خميس الكعبي، الذي عرف بـ”شيبة وادي القور”، واشتهر بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى مسكنه الشعبي المتواضع في البلدة في يناير ،2008 خلال جولة تفقدية لسموه في عدد من المناطق النائية، للاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين واحتياجاتهم .

الكعبي ولد في الأول من يونيو من عام 1903 من القرن الماضي، حسب المستندات الرسمية، أي أنه بلغ من العمر 108 أعوام تقريباً، ما يجعله أحد أكبر المعمرين في الدولة، عاصر خلالها حقباً زمنية ومراحل مختلفة في الدولة والمنطقة والعالم، وكان شاهد عيان على الكثير من الأحداث التاريخية والتحولات الحاسمة في الإمارات .

عزاء

“الخليج” زارت أمس خيمة العزاء في المنطقة، التي تبعد 100 كيلومتر جنوب مدينة رأس الخيمة، وقدمت واجب العزاء لأبنائه وأقاربه، وزارت منزله القديم، حيث التقى بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والآخر الجديد المجاور له، الذي شيد بأمر من سموه خلال الزيارة، بعد أن عاين سموه بنفسه حالة الفقيد وأوضاع أسرته وأحفاده .

“الشيبة” له 8 أبناء، 7 ذكور وبنت واحدة، مقابل 40 حفيداً، توفي من أبنائه في حياته 4 وبقي ،4 ورغم أنه كان مواطناً عادياً لا يكاد يعرفه أحد خارج منطقته، قبل أن يزوره صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بصورة مفاجئة، ليتحول إلى شخصية شهيرة، فيما تناقلت وسائل الإعلام صورته إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حصير متواضع في باحة منزله الشعبي المتهالك حينها، الذي قضى تحت سقفه المتداعي جل سنوات عمره المديد .

جمعة محمد، نجل الفقيد، قال: “إن والده فقد 3 من أبنائه في حوادث الطرق، إلى جانب ابنه البكر الذي توفي نتيجة مرض، ما خلّف ألماً عميقاً في قلبه لسنوات طويلة، لكنه رضي بالقدر وسلم أمره إلى الله سبحانه، وكان مؤمناً بصورة لافتة، وجعلته تلك التجربة المؤلمة دائم الحرص على نصحنا وإرشادنا بعدم السرعة والتمهل في القيادة، خشية أن يفقد المزيد من أبنائه وأحبائه، وكان يرددها كلما جئنا لنودعه إلى منازلنا أو وظائفنا في إمارات الدولة الأخرى، في حين كان يشجعنا على خدمة البلد، ويردد على مسامعنا أن الوطن هو الأهم، حافظوا عليه ويحب العمل والإنتاج، ويمقت الكسل والخمول، وينفر أبناءه وأحفاده منهما . وعلمنا الصدق والمحافظة على الصلاة” .

حوادث

سالم محمد، ابن الفقيد، أشار في حديث لـ”الخليج” خلال العزاء، إلى أن “والده تولى تربية أحفاده من أبنائه الثلاثة الذين قضوا في حوادث الطرق، وبلغ عددهم 7 أحفاد، وكان لهم أباً حنوناً وأنفق عليهم، وضمهم إليه في بيته، وعوضهم حرمان الأب في سن مبكرة ومسح عن قلوبهم الصغيرة قسوة اليتم، رغم أنه كان هو نفسه عاجزاً ومعاقاً”، لافتاً إلى أن “الشيبة علمه في صغره قيادة السيارة، رغم أنه كان يعاني من عرج حاد حينها، لكن ذلك لم يمنعه من القيادة وتعليمها لي، قبل أن أحصل على الرخصة بصورة نظامية” .

من رفقاء درب (شيبة وادي القور)، نسيبه المسّن سالم محمد، الذي نوه بأن “الفقيد ولد وعاش عمره بأكمله وهو يعاني إعاقة جسدية، رافقته أكثر من قرن كامل، استطاع بعزيمة أن يروضها ويقهرها، ويعيش حياته بصورة طبيعية، ويسهم في تربية أبنائه وأحفاده معاً، وخدمة كل من ينشد المساعدة لديه، ليشكل مثالاً لابن الإمارات وأرضها الطيبة، ولوقار كبارها وحكمتهم وحبهم لهذه الأرض” .

وحسب رواية رفيقه “لم تثنه الإعاقة التي ولد بها عن العمل والكد، مستخدماً عكازاً تصحبه أينما ذهب، فيما أصر على العمل وأن يبقى منتجاً، لا عالة على أحد، واضعاً إعاقته خلف ظهره، من خلال العمل مزارعاً في مزرعته الخاصة، رغم المشقة التي تتطلبها الزراعة، وكان يزرع النخيل والذرة والخضار، ويحصل عبرها قوته ورزق عياله، قبل أن يعجز في سنوات عمره الأخيرة عن السير نهائياً، بسبب التقدم في العمر والكبر، بجانب عمله في بيع السخام “الفحم” قبل تأسيس دولة الاتحاد، وكل ذلك من دون أن يطلب معاونة أحد أو مساعدة خادم”.

ارتباط

من صور الدهشة في سيرة محمد سالم خميس الكعبي، كما تحدث أبناء وادي القور، أنه “ظل متعلقاً بالبلدة النائية، ومتمسكاً بالعيش فيها، لا يغادرها إلا لحاجة أو وصل رحم، ولم يسافر طيلة عمره المديد إلى خارج الإمارات، سوى مرة واحدة قبل عام واحد على وفاته، تحت إلحاح أبنائه، إذ اصطحبه أحدهم إلى الهند لعلاجه، لكنه لم يلبث أن أصر على العودة إلى الوطن بعد ساعات قليلة من وصوله البلد الآسيوي، معتبراً أن ولد هكذا ورضي بقدره، ليرجع بالفعل إلى الإمارات سريعاً” .

من خصال “شيبة وادي القور” أنه عاش عزيز النفس، يرضى بالقليل وبنصيبه من الحياة، دائم الاستغفار والذكر لله، يحب الحياة على الفطرة، كما يوضح أبناؤه وأهل قريته، وعزة نفسه صفة اشتهر بها على مستوى الدولة، بعد زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، الذي سأله عن احتياجاته، ليفاجىء الشيبة سموه ومرافقيه بأنه “مو قاصره شيء”، وفق تعبيره، رغم الوضع المعيشي الصعب الذي عاينه سموه والوفد المرافق، فضلاً عن مسكنه القديم” .

الحضور في خيمة العزاء، ومعظمهم من أبنائه وأحفاده وأقاربه وأبناء وادي القور، سردوا خصالاً لافتة للفقيد، جعلته أهلا للشهرة التي اكتسبها في أقصى العمر، منها طيبة القلب والنفس، والتسامح الشديد مع الجميع، فيما كان لا يشتكي أحد مهما بدر منه، ولا هو يشتكي من أحد . وتمتع محمد الكعبي بصحة جيدة طيلة عمره .

الزوجة

محمد الكعبي كان أيضاً وفياً بصورة لافتة، لا سيما لزوجته ورفيقة عمره، التي سبقته إلى الدار الآخرة قبل عام ونصف العام، إذ لم يتزوج من أخرى إطلاقاً، وبقي يذكرها بالخير بعد رحيلها، إلى أن لحقها، وهو كالكثير من رجالات الرعيل الأول من أبناء الإمارات، كان حريصاً كل الحرص على تعليم أبنائه وأحفاده، رغم أن معطيات عصرهم وظروف حياتهم لم تسعفهم هم أنفسهم لمحو أميتهم، وكان “شيبة وادي القور” شاعراً شعبياً، يحفل شعره، كما يقول محبوه، بالحكمة وحب الحياة، ويتعلق بالشعر القديم، لا سيما لابن ظاهر وأبوزيد الهلالي . ورغم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه كان محباً للعلم، ومتابعاً شغوفاً لأخبار الدولة والعالم، يعرف تفاصيل ما يدور في العالم من قضايا سياسية واجتماعية، ولا ينام حتى يحضر نشرة أخبار العاشرة حاملاً معه جهاز “الراديو” الخاص به .

قسوة الفراق وألم الغياب، تجلت في كلمات أحفاد الكعبي الذين عاشوا في كنفه، خالد عبدالله مهندس طيران وخريج إحدى جامعات بريطانيا قال “كانت فيه كل مواصفات الأب لنا من أحفاده الأيتام، وهو من درسني وشجعني على العلم، رغم أنه كان أمياً” وتابع خميس (13 عاماً) لم أشعر يوماً بأنني يتيم في منزل جدي” . خليفة عبدالله (32 عاماً) قال “جدي تولى تربيتي منذ كان عمري 7 سنوات بعد وفاة والدي، وكان والداً حقيقياً، ومازلت أعيش صدمة رحيله” .

القرآن

من أسباب حزن “وادي القور” على رحيل شيبتها أنه كان مقصداً لأبناء المنطقة من ذوي الأطفال المرضى وسواهم، ممن يرغبون في قراءة القرآن الكريم عليهم، لما عرف عنه من إيمان وحسن سيرة وخلق، فيما ظلت حكمته الرئيسية في حياته التي تشبث بها (الصبر)، الأمر الذي ترجمه بصبره على الشدائد والأحزان التي فجعته بأربعة من أبنائه، ورغم ذلك صبر واحتسب، كما حكمت عليه بالإعاقة طيلة عمره .

علي بن سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي وتوابعها، من بينها وادي القور، أكد أن “الكعبي اتسم بالتسامح وعزة النفس، ويذكر أنه تنازل عن حقه في خلاف وقع بينه وبين شخص آخر، ورغم أن الحق كان في جانبه، إلا أنه تنازل طواعية وبرضا نفس” .

الشيبة

“شيبة وادي القور”، هو لقب أطلقته “الخليج” على الراحل، في حوار أجرته معه في منزله المتواضع، بعد يوم واحد على زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي له عام ،2008 التي أكسبته شهرة شعبية، وأكد حينها أن “زيارة محمد بن راشد كانت لحظة من أجمل لحظات العمر” .

وعن تعلق “شيبة وادي القور” بالعلم، تحدث أحمد الدغيم، إمام وخطيب مسجد وادي القور (سوري) عن أنه “قرأ للشيبة العديد من الكتب من التراث الإسلامي العربي بالكامل، رغم أنها تتكون من مجلدات ومئات الصفحات، من دون أن يكل أو يمل، بينها “البداية والنهاية” لابن كثير، وكتب أخرى، كالسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وحياة الصحابة”، ويلفت إلى أن “الفقيد الذي جالسه لمدة 17 عاماً، كان يتسم بحب شديد للعلم، وصاحب ذاكرة حادة، لدرجة أنه كان يطلب إعادة قراءة صفحة محددة برقمها بعد أيام، إذا نسي معلومة أو اسم شخصية” .

كان “الشيبة” فوجئ بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى مسكنه الشعبي القديم في وادي القور، حيث تبادل مع سموه الحديث على حصير متواضع في المسكن الشعبي . ودفن “الشيبة” في قريته النائية بعد صلاة العشاء أمس .

خليجية

خليجية

خليجية
هييييييييييء :*.*:

الله يرحمه و يغمد روحه الجنه ان ششششششششششاء الله ،،

و يجعل قبره روضه من رياض الجنه يارررررررررررب ،،

كلنا لها الطررررررررريج *.*

خليجية

خليجية

ڊۈماً لڳَ ​ﺂﻟحمَد يَ ﺂﻟلہ ﻋڊڊ مَ ڊﻗٺ ​ﺂﻟنبضآٺ . . ♥

خليجية
الله يرحمه

خليجية

خليجية[align=center][/align]

خليجية
ما شاء الله.. حتى وهو كبير بالسن يحب يتعلم

>> ويوم نقول للكبار أدرسوا وتعلموا.. يردّون علينا (بعد ما شاب ودوه الكتّاب) ههه

الله يرحمه ويغمد روحه الجنة إن شاء الله

مشكور أخوي على الخبر

والله يعطيك الصحة والعافية

خليجية

خليجية

خليجية

أهالي وادي القور يثمنون مكرمة بناء فلل جديدة 2024.

أهالي وادي القور يثمنون مكرمة بناء فلل جديدة

  • البيان

خليجية

عبر أهالي وادي القور في رأس الخيمة أمس عن فرحتهم بالبدء في تنفيذ بناء 61 فيلا جديدة بالمنطقة ضمن مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأهالي هذه المنطقة التي تضم 100 بيت شعبي يعود تاريخ بناء بعضها إلى فترة السبعينات من القرن الماضي.
وأكد علي سعيد الدهماني مسؤول منطقة المنيعي أن هذه المكرمة ستحل مشكلات المساكن القديمة في المنطقة والتي تبلغ 61 بيتاً شعبياً شملتها مكرمة رئيس الدولة بالكامل، حيث تم بناء 50 بيتاً أخرى خلال السنوات العشر الأخيرة من مجموع 100 بيت شعبي قديم بالمنطقة.
لافتاً إلى أنه تم تسليم الأرض الخاصة بهذا المشروع للشركة المنفذة بمعرفة وزارة الأشغال وقد بدأت مراحل تنفيذ هذه المساكن حسب الخطة الموضوعة لذلك.
وقال سعيد عبيد بن غشوم (من أهالي المنطقة ): إن البدء في تنفيذ مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة الخاصة ببناء المساكن الجديدة للأهالي في وادي القور يعبر عن حرص قادتنا على تذليل كافة العقبات التي تعترض حياة المواطن خاصة المساكن التي تعتبر أكبر عوامل الاستقرار بالنسبة للأهالي الذين عليهم رد الجميل لهذا الوطن بالعمل والحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت في ظل دولة الاتحاد التي نتهيأ للاحتفال بالعيد الأربعين لها.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

وأضاف حارب خلفان غريب (من أهالي المنطقة): "إن بلادنا بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حققت طفرات كبيرة على سلم التقدم والتطور والازدهار والاهتمام بأبناء الوطن، فقد سخر قادتنا موارد الدولة لخدمة قطاعات التنمية مثل بناء المساكن والمستشفيات والمدارس والطرق وغيرها، والآن لدينا سجل كبير من الانجازات التنموية نفتخر به بين كافة الدول.
وتابع: أن قيادتنا أولت مسألة المساكن أهمية كبرى لما لها من تأثير كبير على استقرار الأسرة والفرد.
الجدير بالذكر أن منطقة المنيعي التي تقع جنوب إمارة رأس الخيمة وتضم العديد من المناطق منها وادي القور استأثرت بعدد كبير من المساكن الجديدة ضمن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة من بينها 30 فيلا في المنيعي و30 فيلا في الحويلات 15 في صخيبر و30 في الوعب، وبشكل عام فإن إمارة رأس الخيمة ستشهد تنفيذ782 مسكناً جديداً خلال الفترة المقبلة ضمن هذه المكرمة تشمل معظم مناطق الإمارة

خليجية

"شيبة وادي القور" سيرة حافلة بالصبر وترويض الإعاقة 2024.

خليجية

رأس الخيمة – عدنان عكاشة:
تلف قرية وادي القور الصغيرة، في أقصى جنوب إمارة رأس الخيمة، حالة من الحزن مقرونة بالاعتزاز والفخر، إثر رحيل “شيبتها”، محمد سالم خميس الكعبي، الذي عرف بـ”شيبة وادي القور”، واشتهر بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى مسكنه الشعبي المتواضع في البلدة في يناير ،2008 خلال جولة تفقدية لسموه في عدد من المناطق النائية، للاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين واحتياجاتهم .

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

الكعبي ولد في الأول من يونيو من عام 1903 من القرن الماضي، حسب المستندات الرسمية، أي أنه بلغ من العمر 108 أعوام تقريباً، ما يجعله أحد أكبر المعمرين في الدولة، عاصر خلالها حقباً زمنية ومراحل مختلفة في الدولة والمنطقة والعالم، وكان شاهد عيان على الكثير من الأحداث التاريخية والتحولات الحاسمة في الإمارات .

عزاء


“الخليج” زارت أمس خيمة العزاء في المنطقة، التي تبعد 100 كيلومتر جنوب مدينة رأس الخيمة، وقدمت واجب العزاء لأبنائه وأقاربه، وزارت منزله القديم، حيث التقى بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والآخر الجديد المجاور له، الذي شيد بأمر من سموه خلال الزيارة، بعد أن عاين سموه بنفسه حالة الفقيد وأوضاع أسرته وأحفاده .

“الشيبة” له 8 أبناء، 7 ذكور وبنت واحدة، مقابل 40 حفيداً، توفي من أبنائه في حياته 4 وبقي ،4 ورغم أنه كان مواطناً عادياً لا يكاد يعرفه أحد خارج منطقته، قبل أن يزوره صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بصورة مفاجئة، ليتحول إلى شخصية شهيرة، فيما تناقلت وسائل الإعلام صورته إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حصير متواضع في باحة منزله الشعبي المتهالك حينها، الذي قضى تحت سقفه المتداعي جل سنوات عمره المديد .

جمعة محمد، نجل الفقيد، قال: “إن والده فقد 3 من أبنائه في حوادث الطرق، إلى جانب ابنه البكر الذي توفي نتيجة مرض، ما خلّف ألماً عميقاً في قلبه لسنوات طويلة، لكنه رضي بالقدر وسلم أمره إلى الله سبحانه، وكان مؤمناً بصورة لافتة، وجعلته تلك التجربة المؤلمة دائم الحرص على نصحنا وإرشادنا بعدم السرعة والتمهل في القيادة، خشية أن يفقد المزيد من أبنائه وأحبائه، وكان يرددها كلما جئنا لنودعه إلى منازلنا أو وظائفنا في إمارات الدولة الأخرى، في حين كان يشجعنا على خدمة البلد، ويردد على مسامعنا أن الوطن هو الأهم، حافظوا عليه ويحب العمل والإنتاج، ويمقت الكسل والخمول، وينفر أبناءه وأحفاده منهما . وعلمنا الصدق والمحافظة على الصلاة” .

حوادث


سالم محمد، ابن الفقيد، أشار في حديث لـ”الخليج” خلال العزاء، إلى أن “والده تولى تربية أحفاده من أبنائه الثلاثة الذين قضوا في حوادث الطرق، وبلغ عددهم 7 أحفاد، وكان لهم أباً حنوناً وأنفق عليهم، وضمهم إليه في بيته، وعوضهم حرمان الأب في سن مبكرة ومسح عن قلوبهم الصغيرة قسوة اليتم، رغم أنه كان هو نفسه عاجزاً ومعاقاً”، لافتاً إلى أن “الشيبة علمه في صغره قيادة السيارة، رغم أنه كان يعاني من عرج حاد حينها، لكن ذلك لم يمنعه من القيادة وتعليمها لي، قبل أن أحصل على الرخصة بصورة نظامية” .

من رفقاء درب (شيبة وادي القور)، نسيبه المسّن سالم محمد، الذي نوه بأن “الفقيد ولد وعاش عمره بأكمله وهو يعاني إعاقة جسدية، رافقته أكثر من قرن كامل، استطاع بعزيمة أن يروضها ويقهرها، ويعيش حياته بصورة طبيعية، ويسهم في تربية أبنائه وأحفاده معاً، وخدمة كل من ينشد المساعدة لديه، ليشكل مثالاً لابن الإمارات وأرضها الطيبة، ولوقار كبارها وحكمتهم وحبهم لهذه الأرض” .

وحسب رواية رفيقه “لم تثنه الإعاقة التي ولد بها عن العمل والكد، مستخدماً عكازاً تصحبه أينما ذهب، فيما أصر على العمل وأن يبقى منتجاً، لا عالة على أحد، واضعاً إعاقته خلف ظهره، من خلال العمل مزارعاً في مزرعته الخاصة، رغم المشقة التي تتطلبها الزراعة، وكان يزرع النخيل والذرة والخضار، ويحصل عبرها قوته ورزق عياله، قبل أن يعجز في سنوات عمره الأخيرة عن السير نهائياً، بسبب التقدم في العمر والكبر، بجانب عمله في بيع السخام “الفحم” قبل تأسيس دولة الاتحاد، وكل ذلك من دون أن يطلب معاونة أحد أو مساعدة خادم”.

ارتباط


من صور الدهشة في سيرة محمد سالم خميس الكعبي، كما تحدث أبناء وادي القور، أنه “ظل متعلقاً بالبلدة النائية، ومتمسكاً بالعيش فيها، لا يغادرها إلا لحاجة أو وصل رحم، ولم يسافر طيلة عمره المديد إلى خارج الإمارات، سوى مرة واحدة قبل عام واحد على وفاته، تحت إلحاح أبنائه، إذ اصطحبه أحدهم إلى الهند لعلاجه، لكنه لم يلبث أن أصر على العودة إلى الوطن بعد ساعات قليلة من وصوله البلد الآسيوي، معتبراً أن ولد هكذا ورضي بقدره، ليرجع بالفعل إلى الإمارات سريعاً” .

من خصال “شيبة وادي القور” أنه عاش عزيز النفس، يرضى بالقليل وبنصيبه من الحياة، دائم الاستغفار والذكر لله، يحب الحياة على الفطرة، كما يوضح أبناؤه وأهل قريته، وعزة نفسه صفة اشتهر بها على مستوى الدولة، بعد زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، الذي سأله عن احتياجاته، ليفاجىء الشيبة سموه ومرافقيه بأنه “مو قاصره شيء”، وفق تعبيره، رغم الوضع المعيشي الصعب الذي عاينه سموه والوفد المرافق، فضلاً عن مسكنه القديم” .

الحضور في خيمة العزاء، ومعظمهم من أبنائه وأحفاده وأقاربه وأبناء وادي القور، سردوا خصالاً لافتة للفقيد، جعلته أهلا للشهرة التي اكتسبها في أقصى العمر، منها طيبة القلب والنفس، والتسامح الشديد مع الجميع، فيما كان لا يشتكي أحد مهما بدر منه، ولا هو يشتكي من أحد . وتمتع محمد الكعبي بصحة جيدة طيلة عمره .

الزوجة


محمد الكعبي كان أيضاً وفياً بصورة لافتة، لا سيما لزوجته ورفيقة عمره، التي سبقته إلى الدار الآخرة قبل عام ونصف العام، إذ لم يتزوج من أخرى إطلاقاً، وبقي يذكرها بالخير بعد رحيلها، إلى أن لحقها، وهو كالكثير من رجالات الرعيل الأول من أبناء الإمارات، كان حريصاً كل الحرص على تعليم أبنائه وأحفاده، رغم أن معطيات عصرهم وظروف حياتهم لم تسعفهم هم أنفسهم لمحو أميتهم، وكان “شيبة وادي القور” شاعراً شعبياً، يحفل شعره، كما يقول محبوه، بالحكمة وحب الحياة، ويتعلق بالشعر القديم، لا سيما لابن ظاهر وأبوزيد الهلالي . ورغم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه كان محباً للعلم، ومتابعاً شغوفاً لأخبار الدولة والعالم، يعرف تفاصيل ما يدور في العالم من قضايا سياسية واجتماعية، ولا ينام حتى يحضر نشرة أخبار العاشرة حاملاً معه جهاز “الراديو” الخاص به .

قسوة الفراق وألم الغياب، تجلت في كلمات أحفاد الكعبي الذين عاشوا في كنفه، خالد عبدالله مهندس طيران وخريج إحدى جامعات بريطانيا قال “كانت فيه كل مواصفات الأب لنا من أحفاده الأيتام، وهو من درسني وشجعني على العلم، رغم أنه كان أمياً” وتابع خميس (13 عاماً) لم أشعر يوماً بأنني يتيم في منزل جدي” . خليفة عبدالله (32 عاماً) قال “جدي تولى تربيتي منذ كان عمري 7 سنوات بعد وفاة والدي، وكان والداً حقيقياً، ومازلت أعيش صدمة رحيله” .

القرآن


من أسباب حزن “وادي القور” على رحيل شيبتها أنه كان مقصداً لأبناء المنطقة من ذوي الأطفال المرضى وسواهم، ممن يرغبون في قراءة القرآن الكريم عليهم، لما عرف عنه من إيمان وحسن سيرة وخلق، فيما ظلت حكمته الرئيسية في حياته التي تشبث بها (الصبر)، الأمر الذي ترجمه بصبره على الشدائد والأحزان التي فجعته بأربعة من أبنائه، ورغم ذلك صبر واحتسب، كما حكمت عليه بالإعاقة طيلة عمره .

علي بن سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي وتوابعها، من بينها وادي القور، أكد أن “الكعبي اتسم بالتسامح وعزة النفس، ويذكر أنه تنازل عن حقه في خلاف وقع بينه وبين شخص آخر، ورغم أن الحق كان في جانبه، إلا أنه تنازل طواعية وبرضا نفس” .

الشيبة


“شيبة وادي القور”، هو لقب أطلقته “الخليج” على الراحل، في حوار أجرته معه في منزله المتواضع، بعد يوم واحد على زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي له عام ،2008 التي أكسبته شهرة شعبية، وأكد حينها أن “زيارة محمد بن راشد كانت لحظة من أجمل لحظات العمر” .

وعن تعلق “شيبة وادي القور” بالعلم، تحدث أحمد الدغيم، إمام وخطيب مسجد وادي القور (سوري) عن أنه “قرأ للشيبة العديد من الكتب من التراث الإسلامي العربي بالكامل، رغم أنها تتكون من مجلدات ومئات الصفحات، من دون أن يكل أو يمل، بينها “البداية والنهاية” لابن كثير، وكتب أخرى، كالسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وحياة الصحابة”، ويلفت إلى أن “الفقيد الذي جالسه لمدة 17 عاماً، كان يتسم بحب شديد للعلم، وصاحب ذاكرة حادة، لدرجة أنه كان يطلب إعادة قراءة صفحة محددة برقمها بعد أيام، إذا نسي معلومة أو اسم شخصية” .

كان “الشيبة” فوجئ بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى مسكنه الشعبي القديم في وادي القور، حيث تبادل مع سموه الحديث على حصير متواضع في المسكن الشعبي . ودفن “الشيبة” في قريته النائية بعد صلاة العشاء أمس .

….

جريدة الخليج


خليجية


{خليجية}

خليجية
سيرة حافلــة لشيخ كبيــر أصيل جدير بالتقدير والاحترام،،
الله يرحمه ويغفر له،،
شاكرة نقلك للتقرير،،
دمت بخير،

خليجية
الله يرحمه ويغفر له

خليجية

خليجية

خليجية
لاحول ولا قوة الا بالله

خليجية
لاحول ولا قوة الا بالله

خليجية
الله يرحمه ويغمد روحه الجنه

خليجية
"شيبة وادي القور" سيرة حافلة بالصبر وترويض الإعاقة

خليجية

الخليج

تلف قرية وادي القور الصغيرة، في أقصى جنوب إمارة رأس الخيمة، حالة من الحزن مقرونة بالاعتزاز والفخر، إثر رحيل “شيبتها”، محمد سالم خميس الكعبي، الذي عرف بـ”شيبة وادي القور”، واشتهر بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى مسكنه الشعبي المتواضع في البلدة في يناير ،2008 خلال جولة تفقدية لسموه في عدد من المناطق النائية، للاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين واحتياجاتهم .

الكعبي ولد في الأول من يونيو من عام 1903 من القرن الماضي، حسب المستندات الرسمية، أي أنه بلغ من العمر 108 أعوام تقريباً، ما يجعله أحد أكبر المعمرين في الدولة، عاصر خلالها حقباً زمنية ومراحل مختلفة في الدولة والمنطقة والعالم، وكان شاهد عيان على الكثير من الأحداث التاريخية والتحولات الحاسمة في الإمارات .

عزاء

“الخليج” زارت أمس خيمة العزاء في المنطقة، التي تبعد 100 كيلومتر جنوب مدينة رأس الخيمة، وقدمت واجب العزاء لأبنائه وأقاربه، وزارت منزله القديم، حيث التقى بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والآخر الجديد المجاور له، الذي شيد بأمر من سموه خلال الزيارة، بعد أن عاين سموه بنفسه حالة الفقيد وأوضاع أسرته وأحفاده .

“الشيبة” له 8 أبناء، 7 ذكور وبنت واحدة، مقابل 40 حفيداً، توفي من أبنائه في حياته 4 وبقي ،4 ورغم أنه كان مواطناً عادياً لا يكاد يعرفه أحد خارج منطقته، قبل أن يزوره صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بصورة مفاجئة، ليتحول إلى شخصية شهيرة، فيما تناقلت وسائل الإعلام صورته إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حصير متواضع في باحة منزله الشعبي المتهالك حينها، الذي قضى تحت سقفه المتداعي جل سنوات عمره المديد .

جمعة محمد، نجل الفقيد، قال: “إن والده فقد 3 من أبنائه في حوادث الطرق، إلى جانب ابنه البكر الذي توفي نتيجة مرض، ما خلّف ألماً عميقاً في قلبه لسنوات طويلة، لكنه رضي بالقدر وسلم أمره إلى الله سبحانه، وكان مؤمناً بصورة لافتة، وجعلته تلك التجربة المؤلمة دائم الحرص على نصحنا وإرشادنا بعدم السرعة والتمهل في القيادة، خشية أن يفقد المزيد من أبنائه وأحبائه، وكان يرددها كلما جئنا لنودعه إلى منازلنا أو وظائفنا في إمارات الدولة الأخرى، في حين كان يشجعنا على خدمة البلد، ويردد على مسامعنا أن الوطن هو الأهم، حافظوا عليه ويحب العمل والإنتاج، ويمقت الكسل والخمول، وينفر أبناءه وأحفاده منهما . وعلمنا الصدق والمحافظة على الصلاة” .

حوادث

سالم محمد، ابن الفقيد، أشار في حديث لـ”الخليج” خلال العزاء، إلى أن “والده تولى تربية أحفاده من أبنائه الثلاثة الذين قضوا في حوادث الطرق، وبلغ عددهم 7 أحفاد، وكان لهم أباً حنوناً وأنفق عليهم، وضمهم إليه في بيته، وعوضهم حرمان الأب في سن مبكرة ومسح عن قلوبهم الصغيرة قسوة اليتم، رغم أنه كان هو نفسه عاجزاً ومعاقاً”، لافتاً إلى أن “الشيبة علمه في صغره قيادة السيارة، رغم أنه كان يعاني من عرج حاد حينها، لكن ذلك لم يمنعه من القيادة وتعليمها لي، قبل أن أحصل على الرخصة بصورة نظامية” .

من رفقاء درب (شيبة وادي القور)، نسيبه المسّن سالم محمد، الذي نوه بأن “الفقيد ولد وعاش عمره بأكمله وهو يعاني إعاقة جسدية، رافقته أكثر من قرن كامل، استطاع بعزيمة أن يروضها ويقهرها، ويعيش حياته بصورة طبيعية، ويسهم في تربية أبنائه وأحفاده معاً، وخدمة كل من ينشد المساعدة لديه، ليشكل مثالاً لابن الإمارات وأرضها الطيبة، ولوقار كبارها وحكمتهم وحبهم لهذه الأرض” .

وحسب رواية رفيقه “لم تثنه الإعاقة التي ولد بها عن العمل والكد، مستخدماً عكازاً تصحبه أينما ذهب، فيما أصر على العمل وأن يبقى منتجاً، لا عالة على أحد، واضعاً إعاقته خلف ظهره، من خلال العمل مزارعاً في مزرعته الخاصة، رغم المشقة التي تتطلبها الزراعة، وكان يزرع النخيل والذرة والخضار، ويحصل عبرها قوته ورزق عياله، قبل أن يعجز في سنوات عمره الأخيرة عن السير نهائياً، بسبب التقدم في العمر والكبر، بجانب عمله في بيع السخام “الفحم” قبل تأسيس دولة الاتحاد، وكل ذلك من دون أن يطلب معاونة أحد أو مساعدة خادم”.

ارتباط

من صور الدهشة في سيرة محمد سالم خميس الكعبي، كما تحدث أبناء وادي القور، أنه “ظل متعلقاً بالبلدة النائية، ومتمسكاً بالعيش فيها، لا يغادرها إلا لحاجة أو وصل رحم، ولم يسافر طيلة عمره المديد إلى خارج الإمارات، سوى مرة واحدة قبل عام واحد على وفاته، تحت إلحاح أبنائه، إذ اصطحبه أحدهم إلى الهند لعلاجه، لكنه لم يلبث أن أصر على العودة إلى الوطن بعد ساعات قليلة من وصوله البلد الآسيوي، معتبراً أن ولد هكذا ورضي بقدره، ليرجع بالفعل إلى الإمارات سريعاً” .

من خصال “شيبة وادي القور” أنه عاش عزيز النفس، يرضى بالقليل وبنصيبه من الحياة، دائم الاستغفار والذكر لله، يحب الحياة على الفطرة، كما يوضح أبناؤه وأهل قريته، وعزة نفسه صفة اشتهر بها على مستوى الدولة، بعد زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، الذي سأله عن احتياجاته، ليفاجىء الشيبة سموه ومرافقيه بأنه “مو قاصره شيء”، وفق تعبيره، رغم الوضع المعيشي الصعب الذي عاينه سموه والوفد المرافق، فضلاً عن مسكنه القديم” .

الحضور في خيمة العزاء، ومعظمهم من أبنائه وأحفاده وأقاربه وأبناء وادي القور، سردوا خصالاً لافتة للفقيد، جعلته أهلا للشهرة التي اكتسبها في أقصى العمر، منها طيبة القلب والنفس، والتسامح الشديد مع الجميع، فيما كان لا يشتكي أحد مهما بدر منه، ولا هو يشتكي من أحد . وتمتع محمد الكعبي بصحة جيدة طيلة عمره .

الزوجة

محمد الكعبي كان أيضاً وفياً بصورة لافتة، لا سيما لزوجته ورفيقة عمره، التي سبقته إلى الدار الآخرة قبل عام ونصف العام، إذ لم يتزوج من أخرى إطلاقاً، وبقي يذكرها بالخير بعد رحيلها، إلى أن لحقها، وهو كالكثير من رجالات الرعيل الأول من أبناء الإمارات، كان حريصاً كل الحرص على تعليم أبنائه وأحفاده، رغم أن معطيات عصرهم وظروف حياتهم لم تسعفهم هم أنفسهم لمحو أميتهم، وكان “شيبة وادي القور” شاعراً شعبياً، يحفل شعره، كما يقول محبوه، بالحكمة وحب الحياة، ويتعلق بالشعر القديم، لا سيما لابن ظاهر وأبوزيد الهلالي . ورغم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه كان محباً للعلم، ومتابعاً شغوفاً لأخبار الدولة والعالم، يعرف تفاصيل ما يدور في العالم من قضايا سياسية واجتماعية، ولا ينام حتى يحضر نشرة أخبار العاشرة حاملاً معه جهاز “الراديو” الخاص به .

قسوة الفراق وألم الغياب، تجلت في كلمات أحفاد الكعبي الذين عاشوا في كنفه، خالد عبدالله مهندس طيران وخريج إحدى جامعات بريطانيا قال “كانت فيه كل مواصفات الأب لنا من أحفاده الأيتام، وهو من درسني وشجعني على العلم، رغم أنه كان أمياً” وتابع خميس (13 عاماً) لم أشعر يوماً بأنني يتيم في منزل جدي” . خليفة عبدالله (32 عاماً) قال “جدي تولى تربيتي منذ كان عمري 7 سنوات بعد وفاة والدي، وكان والداً حقيقياً، ومازلت أعيش صدمة رحيله” .

القرآن

من أسباب حزن “وادي القور” على رحيل شيبتها أنه كان مقصداً لأبناء المنطقة من ذوي الأطفال المرضى وسواهم، ممن يرغبون في قراءة القرآن الكريم عليهم، لما عرف عنه من إيمان وحسن سيرة وخلق، فيما ظلت حكمته الرئيسية في حياته التي تشبث بها (الصبر)، الأمر الذي ترجمه بصبره على الشدائد والأحزان التي فجعته بأربعة من أبنائه، ورغم ذلك صبر واحتسب، كما حكمت عليه بالإعاقة طيلة عمره .

علي بن سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي وتوابعها، من بينها وادي القور، أكد أن “الكعبي اتسم بالتسامح وعزة النفس، ويذكر أنه تنازل عن حقه في خلاف وقع بينه وبين شخص آخر، ورغم أن الحق كان في جانبه، إلا أنه تنازل طواعية وبرضا نفس” .

الشيبة

“شيبة وادي القور”، هو لقب أطلقته “الخليج” على الراحل، في حوار أجرته معه في منزله المتواضع، بعد يوم واحد على زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي له عام ،2008 التي أكسبته شهرة شعبية، وأكد حينها أن “زيارة محمد بن راشد كانت لحظة من أجمل لحظات العمر” .

وعن تعلق “شيبة وادي القور” بالعلم، تحدث أحمد الدغيم، إمام وخطيب مسجد وادي القور (سوري) عن أنه “قرأ للشيبة العديد من الكتب من التراث الإسلامي العربي بالكامل، رغم أنها تتكون من مجلدات ومئات الصفحات، من دون أن يكل أو يمل، بينها “البداية والنهاية” لابن كثير، وكتب أخرى، كالسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وحياة الصحابة”، ويلفت إلى أن “الفقيد الذي جالسه لمدة 17 عاماً، كان يتسم بحب شديد للعلم، وصاحب ذاكرة حادة، لدرجة أنه كان يطلب إعادة قراءة صفحة محددة برقمها بعد أيام، إذا نسي معلومة أو اسم شخصية” .

كان “الشيبة” فوجئ بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى مسكنه الشعبي القديم في وادي القور، حيث تبادل مع سموه الحديث على حصير متواضع في المسكن الشعبي . ودفن “الشيبة” في قريته النائية بعد صلاة العشاء أمس .

خليجية

خليجية

خليجية
هييييييييييء :*.*:

الله يرحمه و يغمد روحه الجنه ان ششششششششششاء الله ،،

و يجعل قبره روضه من رياض الجنه يارررررررررررب ،،

كلنا لها الطررررررررريج *.*

خليجية

خليجية

ڊۈماً لڳَ ​ﺂﻟحمَد يَ ﺂﻟلہ ﻋڊڊ مَ ڊﻗٺ ​ﺂﻟنبضآٺ . . ♥

خليجية
الله يرحمه

خليجية

خليجية[align=center][/align]

خليجية
ما شاء الله.. حتى وهو كبير بالسن يحب يتعلم

>> ويوم نقول للكبار أدرسوا وتعلموا.. يردّون علينا (بعد ما شاب ودوه الكتّاب) ههه

الله يرحمه ويغمد روحه الجنة إن شاء الله

مشكور أخوي على الخبر

والله يعطيك الصحة والعافية

خليجية

خليجية

خليجية

3 محاضرات في رأس الخيمة والرمس ووادي القور يومي الخميس والجمعة 2024.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ستكون في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك ثلاث محاضرات ضمن البرنامج الرمضاني الذي تنظمه مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه وهي على النحو الآتي:

المحاضرة الأولى


أقبلت ياشهر الخير

لفضيلة الشيخ: سعيد الدرمكي

مسجد عبد الله بن مسعود .. المناطق الجنوبية .. وادي القور

الخميس 1/ رمضان/ 1445هـ


خليجية

المحاضرة الثانية


كيف يستغل المسلم شهر الصيام؟

لفضيلة الشيخ د. صالح عبد الكريم

مسجد الشيخ زايد .. رأس الخيمة

الجمعة 2/ رمضان/ 1445 هـ


خليجية

المحاضرة الثالثة


بين يدي رمضان

لفضيلة الشيخ د. سالم الدوبي


مسجد الشيخ راشد بن سعيد .. الرمس

الجمعة 2/ رمضان/ 1445 هـ

ـ

خليجية
خليجية