التعريف بعلامات الساعة الكبرى 2024.

المَبحَث الأول

النفخ في الصّور
خليجية

هذا الكون العجيب الغريب الذي نعيش فيه

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

يعجُّ بالحياة والأحياء الذين نشاهدهم والذين لا نشاهدهم

وهم فيه في حركة دائبة لا تهدأ ولا تتوقف
وسيبقى حاله كذلك إلى أن يأتي اليوم الذي يُهلك الله فيه جميع الأحياء إلا من يشاء

( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )

[الرحمن : 26]

( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
[القصص : 88 ].

وعندما يأتي ذلك اليوم ينفخ في الصور
فتُنهي هذه النفخة الحياةَ في الأرض والسماء
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ )
[ الزمر : 68 ] .

وهي نفخة هائلة مدمرة ، يسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء
ولا يقدر على العودة إلى أهله وخلانه

( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ –
فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ )
[ يس : 49-50 ] .

خليجية

وفي الحديث :
" ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ، ورفع ليتاً (1)

قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله. قال : فيصعق ويصعق الناس " (2) .

وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم

عن سرعة هلاك العباد حين تقوم الساعة ، فقال :

" ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ، ولا يطويانه

ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة

وهو يليط حوضه ، فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها "

(3) .

خليجية
(1) أصغى : أمال : والليت : صفحة العنق .
(2) صحيح مسلم ، كتاب الفتن : باب خروج الدجال: (4/2295) ورقمه : 2940 .
(3) صحيح البخاري ، كتاب الفتن ، رقم (7120) ، فتح الباري : (13/82) عن أبي هريرة . ورواه في كتاب الرقاق ، فتح الباري : (11/352) .

خليجية

الصّور الذي ينفخ فيه
خليجية

الصور في لغة العرب القَرْن ، وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصور

ففسره بما تعرفه العرب من كلامها ، ففي سنن الترمذي وسنن أبي داود

، وسنن ابن حبان، ومسند أحمد ، ومستدرك الحاكم

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" ما الصور ؟ قال : الصور قرن ينفخ فيه " (1)

قال الحاكم : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي فيه :
حديث حسن صحيح .

وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ ( الصُوَر ) ، جمع صورة

وتأوله على أن المراد النفخ في الأجساد لتعاد إليها الأرواح .

ونقل عن أبي عبيدة والكلبي أن ( الصُّوْر ) بسكون الواو جمع صورة

كما يقال : سور المدينة جمع سورة ، والصوف جمع صوفة ، وبسر جمع بسرة .

وقالوا : المراد النفخ في الصور وهي الأجساد ، لتعاد فيها الأرواح

وما ذكروه خطأ من وجوه :

خليجية

الأول :

أن القراءة التي نسبت إلى الحسن البصري لا تصح نسبتها إلى الأئمة الذين يحتج بقراءتهم .

الثاني :

أن ( صورة ) تجمع على ( صُوَر ) ، ولا تجمع على ( صُوْر ) كما ادعى أبو عبيدة والكلبي
قال تعالى : ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ )
[ غافر : 64 ]

ولم يعرف عن أحد من القراء أنه قرأها : فَأَحْسَنَ صُوْركُمْ .

الثالث :

أن الكلمات التي ذكروها ليست بجموع ، وإنما هي أسماء جموع

يفرق بينها وبين واحدتها بالتاء .

الرابع :
أن هذا القول خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة ، فالذي عليه أهل السنة والجماعة
أن الصور بوق ينفخ فيه .

الخامس :

أن هذا القول مخالف لتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث فسره بالبوق

ومخالف للأحاديث الكثيرة الدالة على هذا المعنى .

السادس :

أن الله تعالى قال :

( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ

إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ )
[الزمر : 68]

فقد أخبر الحق أنه ينفخ في الصور مرتين ، ولو كان المراد بالصور النفخ في الصُّوَر
التي هي الأبدان لما صح أن يقال :
( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى )
لأن الأجساد تنفخ فيها الأرواح عند البعث مرة واحدة (2) .

وما ذكره بعض أهل العلم من أن الصور من ياقوتة

أو من نور فلا نعلم في ذلك حديثاً صحيحاً

والله أعلم .

خليجية

(1) سلسلة الأحاديث الصحيحة : (3/68) ، ورقمه : 1080 .
(2) راجع في هذه المسألة : تذكرة القرطبي : 182 ، 185 . فتح الباري (11/367) . لسان العرب : (2/493) .

خليجية

خليجية
: *_* :

الله يثبتنا ع طاعته يارررررررررررررررررب ..

اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد ..

يزاج الله خير إختيه .. في ميزان حسناتج ان شاء الله ،،

خليجية

خليجية

ڊۈماً لڳَ ​ﺂﻟحمَد يَ ﺂﻟلہ ﻋڊڊ مَ ڊﻗٺ ​ﺂﻟنبضآٺ . . ♥

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.